مدونة الهوامش المنسية : رصد و حوارات و تساؤلات...من أجل تكريس الحرية و الكرامة و ثقافة الاختلاف لقد تم تغيير اسم المدونة ليصبح " الهوامش المنسية " و سيتم تخصيص صفحة للابداع الشعري تحت اسم " هوس الكلمات ".... كما تمت اضافة مقالات جديدة في ساحة الحوار ...... ..... حركة 20 فبراير : دعوة متجددة للاحتجاج الاجتماعي السلمي ..... ممتن و شاكر لزيارتكم .... للتفاعل و التواصل k.isskela@gmail.com

قصيدة: في الأفق عيد جديد


كل حين تعود يا "عيد"
الظلم في وطننا عنيد
والقهر القديم في حينا جديد
يا "كبش" نحن لك عبيد
فقلوب أولياء نقمتنا حجر وحديد
الشعب كله أضحية
فكل حين يذبح أبنائنا عربيد
أوطاننا كل يوم "عيد"
كل حين تعود يا "عيد"
...
الأن 
في الأفق عيد جديد
....
كريم اسكلا
يوم 25 أكتوبر2012

خطير: صورة الرويسي المعتقل السياسي المغربي لمأساويتها اعتقد الفلسطينيون أنها لأسير في المعتقلات الاسرائيلية

تقرير خاص وحصري
صورة الرويسي المعتقل السياسي المغربي
 لمأساويتها اعتقد الفلسطينيون أنها لأسير في المعتقلات الاسرائيلية 
نشرت مواقع فلسطينية صورة للمعتقل السياسي المغربي السابق عز الدين الرويسي، والذي خاض رهن تجربة اعتقاله اضرابا عن الطعام دام 120 يوما، مرفقة اياها بالتعليق التالي: "الاسير البطل المضرب عن الطعام في السجون الأسرائلية عز الدين الرويسي سحقاً للظلم، سحقاً للسكوت، سحقاً للبشرية كلها !!!!!!اللهم نجيهم وثبت اقدامهم ..أستحلفكم بلله العظيم الضغط على كلمة ( المشاركة )لا تخجــل من الصورة وشارك الأسرى في دعمهم وشكرا "
الصورة المنشورة بالصفحة الفلسطينية حصلت على ما يفوق 1400 معجب، وقرابة 8000 مشترك قام بمشاركتها مع اصدقائه  رابط الصفحة 





اليكم صورة المعتقل المغربي السابق عبد العزيز الرويسي قبل وبعد تجربة الاعتقال والاضراب عن الطعام. وهي نفس الصورة التي تم نسبها لقضية الاسرى الفلسطينين.


    الصورة تناقلتها الكثير من المدونات والمواقع الالكترونية، كما أن جريدة المصري اليوم ايضا قامت بنشر الصورة مع تعليق ينسبها لاسير فلسطيني-  الرابط
ننشر هذا الخبر ونحن على بعد أشهر من الجدل الاعلامي الذي أثير في المغرب حول صورة لطفل من حي الكوشة بمدينة تازة وهو يبكي ويستجدي شخص ما، تداولتها بعض وسائل الإعلام الخاصة والمقربة من السلطة  وقالت أنها مفبركة وأنها لطفل فلسطيني من مدينة غزة يستجدي القوات الإسرائيلية التي اعتقلت والده. ليتأكد بعد ذلك بالصوت والصورة أن الصورة فعلا لطفل من حي الكوشة بتازة كما أتبثت مجموعة من مواقع الانترنت. وكأن الجهات الرسمية تعترف ضمنيا أن مثل تلك الاحداث لا تقع إلا في مناطق الحروب.
لكن الأكثر غرابة هو أن يعمد مناضلوا القضية الفلسطينية إلى صورة معتقل مغربي للترويج لقضيتهم. وكأنهم يرون أن الصورة تعبر عن تعذيب يشبه ما يحدث للاسرى الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية.
 صورة " طفل غزة"

الدكتور عبد الستار رجب: أرى فيما يقع مظهرا من مظاهر التدرب على الديمقراطية.



معاناة زمن الحرية لا تقل عن معاناة زمن الاستبداد

حوار مع الدكتور عبد الستار رجب
حاوره كريم اسكلا
تتمة الحوار
سياقات تعلم الديموقراطية
اسكلا: هناك من يقول أن أطرافا معينة قد استحوذت أو اختطفت الثورة بدعم غربي، ويتساءلون هل حققت ثورة تونس أهدافها ؟
اسكلا: بالنسبة للجزء الأول من السؤال، من هي الأطراف التي سرقت الثورة ؟ !!  الذين يمثل الثورة التونسية الآن، وبعد انتخابات نزيهة وشفافة شهد لها العالم، هم الناس الذي انتخبهم الشعب وهم الذين يمثلون النواب الحاضرين في المجلس التأسيسي على اختلاف ميولاتهم وانتماءاتهم واتجاهاتهم هؤلاء ال 217 نائبا عن الشعب يمثلون اختيار الشعب. منهم من ارتضى بحسب أحجامهم الانتخابية أن يشكلوا ائتلافا حاكما، وهو ائتلاف فريد من نوعه في التاريخ السياسي المعاصر، بحيث يجمع بين فرقاء في الايدولوجيا  لكنهم اتفقوا على البرنامج السياسي ، نجد بينهم اليساري والليبرالي والعلماني والاسلامي، وهذا التنوع محمود ولعله اشارة بالغة في ان الانتقال إلى الربيع الديموقراطي ويترسخه يتمثل في العمل بالتوافق وأن لا يتفرد واحد بإدارة شأن البلد. بالتالي ليس هناك من خطف الثورة، فالذين هم الان في إدارة البلاد سواء الائتلاف الحاكم أو المعارضة هم اختيار الشعب...
اسكلا: على الرغم من التجربة الانتخابية التي شهد الجميع على شفافيتها، هناك من يقول أن الثورة انزاحت عن أهدافها على اعتبار أن المنظومة الإقتصادية والسياسية والثقافية...لازالت تكرس التبعية للرأسمالية المتوحشة، وعلى اعتبار أنه ما كان للغرب أن يدعم هذه الثورة لو لم يكن مطمئنا على مصالحه الاستراتيجية ؟
أبدأ من قولك أنّ الغرب دعّم الثورة. عن أي غرب يمكن أن نتحدّث ؟ عن الشعوب أم عن الحكومات؟ إذا كان المقصود بالشعوب فإنّها تتضمن أحرارا ومناضلين ومناصرين لقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان. وإذا كان المقصود الحكومات فإنّ التي كان لها علاقة تقليدية بتونس ومعنية بشأنها بالمعنى الجيوسياسي بقيت تساند النظام السابق إلى آخر لحظة. بل إنّ ما يميّز الثورة التونسية أنّها فاجأت الجميع وفي هذا دليل على عدم ارتباطها بأجندات خارجية. لقد كانت ثورة كرامة بحق. وأمّا الإشارة إلى الموضوع السياسي والاقتصادي والثقافي فنقول إنّ القرار السياسي لم يكن مستقلا كما اليوم بتوفر مجلس تأسيسي يعكس إرادة الشعب عبر انتخابات نزيهة وشفافة وبخصوص الموضوع الاقتصادي فإنّه يشير إلى تحديات هيكلية يحتاج تجاوزها إلى اقتراح منوال جديد للتنمية يقطع مع خيار المديونية التي ترهن الاقتصاد ولا تمكنه من تحقيق مؤشرات نمو هامة. وللإشارة هنا يوجد شبه اتفاق على ايلاء البعد الاقتصادي أهمية بالغة لأنّه مفتاح المشكلات الاجتماعية. والمسألة هنا لا تطرح في تقديرنا على معنى ايديولوجي بقدر ما تطرح على معنى علمي اخلاقي يساوي بين الفرص ويحقق عدالة توزيع الثروة ويراهن على الموارد الذاتية للشعب ويستثمر في المعرفة. وأمّا الموضوع الثقافي فنعتبر أنّ الثورة تؤسس لقيم القطع مع الاستبداد وقيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. نحن بهذا المعنى أمام أفق ثقافي جديد يعيد تشكيل الدولة والمجتمع.   
اسكلا: لكن الاحتجاجات لازالت مستمرة وغير راضية على الوضع القائم ؟
رجب: الاحتجاجات المستمرة وغير الراضية لا تعني أن هناك إشارة تخص الذين هم في المجلس التأسيسي وتفيد أن هؤلاء لا يمثلون الشعب، بالعكس فنحن نعتبر أن أكبر مكسب حققه الشعب هو انتزاعه حريته، الشعب الان يتدرب على الحرية التي حرم منها لأكثر من 50 سنة ، فهو يحاول أن يرى نفسه مواطنا يثبت ما اكتسبه من حرية . والاحتجاجات هي الان في إطار نظام شرعي في شقيه الحاكم والمعارض. فالاحتجاج هو الوجه الاخر لمعنى الديمقراطية في البلد. لكن يجدر أن ننبه إلى أن هذه الاحتجاجات يجب أن تكون في اتجاه تحقيق أهداف الثورة وأن تتعالى على الاختلافات الحزبية...فما يهدد الثورة هو أن يتحول الصراع من صراع لتحقيق أهداف الثورة والارتقاء بالمجتمع من مرحلة الاستبداد إلى مرحلة الديموقراطية والحرية والمواطنة وحقوق الانسان ...أن تنحاز وتتحول إلى صراعات وخلافات حزبية سياسوية. وهذا نسجله بشكل نسبي في التجربة التونسية ولعله من بين سياقات التعلم. فالديمقراطية هي تنشئة وتربية، وتمثل قيمة الحرية لا يأتي بين عشية وضحاها. وإنما يحتاج إلى معاناة لا تقل قيمة وألما عن معاناة الوقوع في يد الاستبداد.


اسكلا: قمع الحريات وحالات اعتقال ناشطين بسبب الرأي أو التظاهر ، وتزايد ظواهر تبرز نوعا من الشوفينية الدينية باسم الإسلام من تهديدات بالقتل وتهم بالكفر والإلحاد لناشطين...كل ذلك هل يدخل في ما أسميتموه سياقات تعلم الديمقراطية ؟
رجب: أولا علينا أن نذكر وكما قرّر ذلك كثير من المتابعين والباحثين أنّ الصراع الايديولوجي في تونس لم يكن حاضرا في المشهد الأول الذي توج نضالات التونسيين بهروب الرئيس السابق. وسجلنا أنّ السجال الايديولوجي بدأ يظهر في رحاب الهيئة العليا للإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وتحقيق أهداف الثورة، حيث أثيرت قضايا عديدة تتعلق بموضوع الهوية والتي اعتبرت مستفزة لأطراف ذات مرجعية اسلامية. ونعتبر أن اليسار بإثارته لهذه القضايا قد هيأ لانحراف التدافع السياسي من موقع المواقف والخيارات السياسية والبرامجية إلى موقع المغايرة على أساس الهوية، أي إلى المستوى الايديولوجي. ونرى أنّ الانزياح إلى هذا المسلك يفتح الباب واسعا للفعل ورد الفعل. إنّ ظاهرة التدين الموسوم بالغلو يجب أن نفهمها في سياق دور الدولة في تونس التي عملت منذ بداية تجربتها بعد الاستقلال إلى توجيه الشأن الديني وفق خيارات تتناقض مع مسار التاريخ الثقافي لفئة من المجتمع. من هنا نقرأ ما يحدث في تونس من ظواهر غلو ديني في إطار رد الفعل الذي تعبّر عنه بعض الفئات الاجتماعية تجاه ما تعتبره سياسية استئصال وتجفيف لمنابع التدين في البلاد. لذا ورغم ما قد يبدو في هذه الظاهرة من تهديد لمكتسبات ثقافية واجتماعية، وكذلك ما قد يقع من أحداث عنف فإني أعتبر أنّ هذه الظاهرة عرضية وليست هيكلية لأنّ التاريخ الاجتماعي والثقافي لتونس يبيّن بوضوح أنّه ليست التربة المثلى لاستنبات مثل هذه الظواهر. هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإنّي كذلك أرى فيما يقع مظهرا من مظاهر التدرب على الديمقراطية.


نحن مدينون للشهداء والجرحى
اسكلا: ماذا عن الثمن الذي قدمه الشعب ؟
رجب: عندما يقدر المراقبون والملاحظون الكلفة المادية والبشرية للثورة التونسية مقارنة مع الثورات الأخرى، يسجلون أن الثورة التونسية كانت كلفتها أقل، ولعل قيمة الثورات لا تقدر بالكلفة من الناحية الكمية، فشهيد واحد أغلى مما يمكن أن نتصور و قطرة دم واحدة أثمن مما يمكن ان نتصور...ويمكن النظر إلى المسألة من جهة عامل المفاجئة أولا، وعامل الوعي السياسي الذي عبر عنه المجتمع التونسي عامة ثانيا، ووطنية مؤسسة الجيش ثالثا، كل ذلك ساهم بأن تكون كلفة الثورة أقل...   

اسكلا: كيف تعاملتم مثلا مع شهداء الثورة والجرحى ؟ 
رجب: هناك لجنة تقصي حقائق قامت بالتحقيق في ظروف وملابسات استشهاد شهداء الثورة المجيدة والجرحى الذين أصيبوا، وتقريرها في المراحل الأخيرة من حيث الصياغة والتقديم والاعتماد. وهنالك مجتمع مدني يشتغل في العدالة الانتقالية  وتمكين أسر الشهداء والجرحى من التعويضات، هي في الحقيقة لا يمكن أن تقابل ما قدموه للثورة لكن هو فقط نوع من الاعتراف الرمزي والمعنوي، كما أنشئت وزارة لحقوق الانسان والعدالة الانتقالية  وقدمت في فترة الحكومة الانتقالية الثالثة دفعة من التعويضات وهناك اجراءات للتعويض بصدد الاعتماد وجزء من الجرحى أرسل إلى خارج الوطن للعلاج... وأرى أن كل مكونات المنتظم السياسي و مجتمع مدني ومن عائلات الشهداء والجرحى تسعى إلى نوع من التضافر، وأتمنى أن يكون فيه تكامل أيضا لننتهي من هذا الملف في أقرب وقت حتى يلتفت المجتمع إلى استكمال ملفات أخرى.


التغيير لا يمكن أن يتم بالاستنساخ
اسكلا: في الأخير ماذا تقول للشباب المغاربي؟

رجب: أقول نحن معنيون بالاستفادة من تجاربنا المختلفة هذا أولا، ثانيا ألا نيأس ونفقد الأمل في إمكانية التغيير، وثالثا وهو الأهم ألا نعتبر أن التغيير إنما يتم باستنساخ التجارب، أبدا ! لا يجب أن نفكر بعقلية أنه يجب أن نستنسخ التجربة التي وقعت بالبلد الفلاني أو في البلد الثاني ونريد أن نسقطها بحذافيرها أو في جزء منها على أوطاننا. فلكل بلد خصوصيته من حيث تاريخه السياسي و الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وعليه فإن النظر والتفاعل و التعامل مع مختلف المفردات السياسية و الثقافية... والمتغيرات وقراءتها إنما يجب أن يكون بنوع من العمق و التقدير العلمي و العقلانية  اللازمة حتى نتشوف إلى إمكانيات الاخراج  في التعديل والتغيير.

أجري الحوار يوم 12 أبريل 2012

الدكتور عبد الستار رجب: الاعلام البديل أصاب نظام الاستبداد في مقتل



معاناة زمن الحرية لا تقل عن معاناة زمن الاستبداد

حوار مع الدكتور عبد الستار رجب
حاوره كريم اسكلا
تتمة الحوار
الاعلام البديل أصاب نظام الاستبداد في مقتل
اسكلا: كان للإعلام دور مهم في الثورة التونسية،هذا يقونا إلى التساؤل هل الإعلام هو الذي انتج الثورة أم أن الثورة هي التي أحدثت ثورة في الإعلام ؟
رجب: أنا هنا أميز بين ما يمكن أن نصطلح عليه الاعلام البديل وما نتعارف عليه ب "الإعلام التقليدي" المرئي والمكتوب والمسموع وغير ذلك. الاعلام في تونس كان أحد أدوات الاستبداد. فالنظام قام على ثلاث كثل صلبة،  على حزب حاكم استولى على الدولة، وجهاز بوليس سياسي أذاق الناس الويلات و يعد عليهم أنفاسهم، وعلى اعلام مجير ومنحاز وتابع للسلطة يسبح بحمدها اناء الليل وأطراف النهار. فقد كان الاعلام الرسمي في خانة النظام المستبد إلى غاية سقوطه. ولذلك هو ارتبك ارتباكا شديدا عندما ذهب الغطاء السياسي الذي كان يؤمنه. وسجلنا أن هناك نوعا من الاضطراب والتعثر في الأداء  تولدت عنه  حالة من الانفلات الاعلامي في الاتجاه المعاكس وأصبح هذا الاعلام الذي كان يسبح بالأمس بحمد المستبد أكثر ثورية اليوم. وفي الحقيقة الاعلام الرسمي... في حاجة إلى أن يجري إصلاحات هيكلية ونوعية داخله، وعليه أن يقدم مراجعته وأن يعتذر جزء منه للشعب على ما اقترفه في حقه. ونعتبر أن جزء منه يعمل في هذا الاتجاه لكنه في جزء كبير منه لازال يمثل الاعلام التقليدي، مجرد عناوين بارزة لثورة مضادة يمكن أن تهدد ما حققته الثورة بتونس من مكتسبات.
في المقابل نسجل أن الاعلام البديل في مرحلة ما قبل الثورة إلى حين 14 جانفي وبعدها بقليل كان هو الذي شكل المتنفس رغم الرقابة الحديدية التي كانت تفرض على  الانترنت. مثل المتنفس لإشاعة الخبر الذي يتصل بالثورة ولتنظيم التحركات  ولتقديم المواقف  والتحليلات، على قلة ذات اليد من الناحية الفنية والتقنية من حيث أدوات الكتابة الاعلامية وغيرها لهذا الصحفي المواطن الذي اخذ مكان الصحفي المهني الرسمي. ومثل هذا الاعلام البديل أساسا في المدونات و الشبكات الاجتماعية الدراع المتقدمة لمختلف الفاعلين في المشهد الثوري، ونسبيا رجح الكفة قليلا وأزعج و أصاب في مقتل في كثير من الاحيان منظومة الاستبداد من خلال إشاعة الخبر ونشره وتقديم مستنداته وغير ذلك.
لكن نسجل كذلك بنوع من الملاحظة النقدية لهذا الاعلام، أنه في مرحلة لاحقة، أساسا قبل الانتخابات وبعدها، جزء من هذا الاعلام البديل دخل في لعبة التعبير عن المواقف الايديولوجية والسياسوية التي يمكن أيضا أن تشكل خطرا يهدد الثورة. أنا أسجل أن جزء من الاعلام البديل يعيش حالة من الانحراف
عن دوره المتمثل في الاصرار على تحقيق مكاسب الثورة وتعديل البوصلة باتجاهها، وانخرط للأسف في صراعات ايديولوجية سياسوية بالاعتبار الحزبي، و أنا لا اعتبر أن هذه وضيفته الاصلية والحقيقية الذي هو معني بانجازها في هذه المرحلة.


عندما يصبح الاعلام البديل مؤدلجا يصبح في خدمة الثورة المضادة

اسكلا: هل تريد أن تقول ان الاعلام البديل عندما يدخل في الصراعات الايديولوجية قد يخدم أجندة الثورة المضادة ؟
رجب: هذا ما يمكن أن نقره من توصيف لما يقع على الأقل لدينا في تونس، ولعل هذا راجع إلى غياب تقاليد العمل المهني في الصحافة البديلة والى غياب ميثاق أخلاق مهني لهذا النوع من الصحافة. وعملية ضبط هذا الانفلات الذي أصبحت الإشاعة ساكنة فيه بشكل كبير ...يحتاج إلى اجتماع المعنيين به من  مدونين وصحفيين بدلاء ليتواضعوا على ميثاق شرف وعلى قواعد عمل تضمن أن لا ينحرف هذا الإعلام الذي نبني عليه امالا كبيرة في تطوير المشهد الإعلامي عن مساره الاساسي وهو الوصول مع المجتمع، أقول الوصول مع المجتمع ولا أقول الوصول بالمجتمع، إلى أفق تحقيق أهداف الثورة المتمثل أساسا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

اسكلا: هل كان بالإمكان أن تنجح ثورات الربيع الديموقراطي لولا الدعم الغربي؟

رجب: أولا يجب أن نفصل القول بين هذه الثورات، فهي ليست واحدة، وأسمح لنفسي بالحديث عن التجربة التونسية... فبالنسبة للثورة التونسية، فيقرر البعيد قبل القريب أنها كانت مفاجئة لكل الأطراف، بما فيها الاطراف الخارجية، وسجلت هذا مجموعة من المقالات الصحفية والتصريحات والتقارير والكتابات...لم يكن للثورة التونسية أي أجندة خارجية دخل فيها، كانت ثورة أصيلة، نابعة من رحم هذا المجتمع، صيغة بمفرداته وأدواته، ودمائه وهتافاته وصياحه...وبينت خلال مختلف مراحلها أن الشعب التونسي له ذاكرة نضالية أولا، وله تجربة في الاصلاح السياسي ثانيا، وأيضا له عقل سياسي قدر على أن ينتقل بالحراك ،بعد تحقيق انتصار نوعي بهروب الحاكم المستبد، ليتمكن من أن ينتقل بالحراك الاجتماعي والسياسي من الشارع إلى المؤسسة. وأتمنى من كل المعنيين بالشأن التونسي من مثقفين وسياسيين ومن مختلف الشرائح الاجتماعية ومجتمع مدني أن يتمسكوا بهذه الآلية المتصلة بالنضج السياسي  للمجتمع, والتي تعمل دائما على إدارة الخلاف بنوع من العقلانية والواقعية والحكمة المتبصرة. 

عبد الستار رجب: الكل نزل إلى الشارع والكل أخد نصيبه من هروات البوليس



معاناة زمن الحرية لا تقل عن معاناة زمن الاستبداد

حوار مع الدكتور عبد الستار رجب
حاوره كريم اسكلا
تتمة الحوار
السجن السياسي هو أعدل الأشياء قسمة بين التونسيين
الكل نزل إلى الشارع والكل أخد نصيبه من هروات البوليس
اسكلا: مثلا في مواجهة الحديد والنار كما وصفت، ألم تكن العائلة كابحا لطموحات الشباب المندفع؟
رجب: أولا أنا أريد أن أنسب المسألة على نحو يمكننا من قراءة ما وقع بتونس بنوع من الموضوعية، فأن نحصر كل ما وقع في الشباب هذا ليس دقيقا، وهذا لا يبغض الشباب حقهم، صحيح أن الشباب حضروا في اللحظة التي أثمرت الثورة... لكن الذي وقع بتونس هو نتيجة مراكمة نضالات عشرات من السنين في مرحلة ما بعد الدولة الوطنية الحديثة أي بعد الاستقلال. فكل القوى التونسية على اختلف أطيافها وميولاتها الاديولوجية والسياسية، ومنذ أواسط الستينات ومنذ الاستقلال حقيقة، ساهمت بمراكمة نضالات قوى متعددة. هناك اليوسفيين وهناك اليسار وهناك القوميين وهناك الاسلاميين... كل الشعب التونسي ساهم. لعلي أستطيع القول ان أعدل الأشياء قسمة بين التونسين هي السجن السياسي. وهذا ما  شكل ضمنيا الوعي السياسي لدى الشباب. والذي كان يظهر لدى البعض على أنه نوع من " اللا مبالاة" ...لكن " لامبالاة " كانت تخفي قوة وإرادة هائلة تفاجأ بها الشباب أنفسهم. فعندما ينزل الشباب وغيره ... بين قوسين ليس الشباب وحده الذي نزل إلى الشارع...حيث نزل الأستاذ ونزل العامل والعاطل والشيخ الكبير والمراة والفتاة ...الكل نزل إلى الشارع والكل أخد نصيبه من هروات البوليس ومن الغاز المسيل للدموع ومن الدماء التي سالت ومن الرصاص والإكراه والقهر والأذى ... كل ذلك شكل الوعي  الذي جعل الشباب  يحضر في الدفعة الأخيرة لإزالة هذا الصنم من الورق. اسهام الشباب أيضا بنوع لافت من خلال الشبكات الاجتماعية الفايسبوك أساسا، وكان نوعا من الحضور المتتالي بالمعنى الهندسي بالربط بين النت و الحضور بالميدان، إذا استطعنا أن نصطلح على هذه الجدلية بالفرنسية مقولة "de la connexion à l’action  "  حيث كان الشاب يناضل ويشتغل مثلا من خلال التهيئة للتحركات الميدانية التي ستقع بالغد عبر الشبكات الاجتماعية، فكان نوع من الاعتماد المتبادل بين النضال على الشبكة الافتراضية و الحضور في الميدان.


اسكلا: إلى أي حد يمكن أن نصف ما وقع ويقع في تونس بأنه ثورة؟
رجب: إنّ ما وقع في تونس ثورة حقيقية. وهذا إقرار بواقع ترتب عنه تغيير نوعي ودخول في تأسيس ثان للنظام السياسي في البلاد. لقد كانت الاحتجاجات في مبدئها ذات أبعاد اجتماعية ثمّ تحولت إلى سياسية. وانطلقت من مثلث التوتر في شكل انتفاضة، وبما وقع في صفاقس يوم 12 جانفي 2011 من مظاهرة حاشدة أعطت موجة الاحتجاجات زخما له دلالة هامة من ناحية أنّ هذه الولاية هي عاصمة اقتصادية للبلاد. لقد فاجأت الثورة التونسية كل الجهات الداخلية والخارجية ولعل هذه المفاجأة هي التي أربكت إدراك معنى الثورة في ما حدث في تونس. إضافة إلى انها راوغت كل المضامين الاصطلاحية لمفهوم "الثورة" ونعتبر أنّ الثورة في تونس بخصائصها تفتح الباب لمراجعات مفاهيمية أساسية في مقولة الثورة. 

...يتبع

الدكتور عبد الستار رجب: تراكم الوعي بالاستبداد هو الذي أدى إلى إشعال فتيل الثورة



معاناة زمن الحرية لا تقل عن معاناة زمن الاستبداد


حوار مع الدكتور عبد الستار رجب
  • أستاذ جامعي في علم الاجتماع بجامعة تونس
  • عضو بجمعية علم الاجتماع التونسية .
  • عضو بالجمعية التونسية للأنتروبولوجيا
  • عضو بمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية CERES
  • منسق مجموعة البحوث والدراسات حول التنشيط التربوي في المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي
  • عضو بلجنة تحكيم مجلة: Journal of modern anthropology
  • مؤلف لعدد من الكتب والمقالات العلمية

حاوره كريم اسكلا
مدونة الهوامش المنسية

تراكم الوعي بالاستبداد هو الذي أدى إلى إشعال فتيل الثورة

اسكلا: استغرب العديد من المتتبعين من قيام الثورة بتونس، على أساس تراكم سنوات من القهر والقمع الذي كرس منظومة من الخوف وإعادة انتاجه، مما جعل التنبؤ بالثورة شيء مستحيلا على الأقل بالشكل الذي تمت به في تونس، لنتساءل كيف تمكن الشباب التونسي فجأة من تكسير جدار الخوف؟ أولا على المستوى الشخصي الفردي ؟ ثانيا على المستوى المجتمعي ؟


ذ.عبد الستار رجب: أولا شكرا على الاستضافة، لقد تفاجأ كل المتابعون، حتى الشعب التونسي، بهذا التحول النوعي الذي يمكن أن أقول عنه تاريخي في المرحلة المعاصرة، فحالة الخوف التي سكنت المجتمع في مختلف تفاصيله طيلة سنوات الاستبداد والقهر، في الحقيقة مثلت نوعا من مراكمة الوعي بالاستبداد. فإذا أردنا توصيف الوضع نجد نوعا من المفارقة، كيف لشعب تحسب أنفاسه وتعد خطواته ولا يكاد يدلي أحد برأي مخالف ولو مزاحا إلا ويتحمل تبعات هذا الرأي الذي أدلى به، كيف له أن يتخطى هذا الحاجز؟  أعتبر أن حجم الاستبداد وتقل الضغط و الاكراهات و القهر الذي عان منه الشعب التونسي هو الذي أحدث نوعا من الوعي بضرورة تجاوز هذه الحالة، فأنا أصف حالة الشعب التونسي وهو يخوض ملحمته الأخيرة ببيت بليغ للشاعر التونسي الكبير أو القاسم الشابي، كأني به يصف تونس في مرحلة الثورة:
وإذا ما طمحت إلى غاية                       ركبت المنى ونسيت الحذر.
 هذا الشعب بكل مكوناته طمح إلى الحرية وركب هذه الأمنية ونسي الخوف. ففي لحظة ما عندما تدرك أنه ليس بإمكانك أن تخسر أكثر مما خسرت، وتشعر أن الحياة فقدت أي معنى لها في ظل هذا الاستبداد وهذا الخنق للحريات، يتبد  لك أنه لا معنى للعيش على هذه الشاكلة، عندها يصبح "أن أحيا بكرامة أو أن أعيش عزيزا" هو القول الذي يمكن أن يفصل الحاجز الذي يجعلنا نتخطى نحو كسر كل ما يمكن أن يمثل لنا خوفا من شخص أو نظام أو أدوات قمع.
إن ملاحظة الاحباط وشدته في التجارب اللاحقة مثلا، أعتقد أنه  يمكن أن يكون مؤذنا بتغيير نوعي. كنت قد تحدثت  كثيرا مع بعض الإخوة في بلدان مختلفة فعبروا لي عن نوع من الاحباط لما فيه الناس من استقالة من متابعة الشأن العام، وعزوف يبين أنه لم يعد للمواطن رغبة في أن يكون معنيا بما يدور من حوله من شأن الناس.  فكنت أقول لهم دائما أن هذا شبيه بالذي عشناه قبل 14 جانفي – يناير – فقد كانت كل التحليلات تشير إلى أن هذا الشباب ميؤس منه، ولا إمكان له في التغيير، ولا مكان له في المستقبل بمعنى غياب ارادته. لكن في الحقيقة هذا الشباب راوغ وأفلت من كل تلك التحليلات التي لم تكن تنفذ إلى عمق الواقع بالقدر الذي يمكنها من أن تدرك  مجريات الحراك الحاصل.
 في تونس كانت هناك متابعات لبداية الثورة وكان التوصيف لها بالمعنى السوسيولوجي على أنها إحتجاجات في منطقة محدودة من الوطن، كنا نحلل ما يقع ونتابعه ميدانيا ونحاول أن نفهم، هل نحن بسياق حراك اجتماعي سياسي نوعي ينبئ بتغيير جدري في المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أم أنه مجرد حالة من الانتفاض كما عشناها في مراحل سابقة كما في 2008 و 2009 ... في تجارب ذاكرتنا مشحونة بها لأكثر من قرن. وكانت التحليلات متفاوتة ومختلفة، البعض كان  يرى أن الذي يحدث لا يعدوا أن يكون شبها بالانتفاضات السابقة وسيقمع بالة الحديد والنار التي كان يتوفر عليها النظام البوليسي، لكن كانت في الحقيقة تحليلات قليلة ...

...يتبع

الدكتور عبد الستار رجب: تراكم الوعي بالاستبداد هو الذي أدى إلى إشعال فتيل الثورة



معاناة زمن الحرية لا تقل عن معاناة زمن الاستبداد


حوار مع الدكتور عبد الستار رجب
  • أستاذ جامعي في علم الاجتماع بجامعة تونس
  • عضو بجمعية علم الاجتماع التونسية .
  • عضو بالجمعية التونسية للأنتروبولوجيا
  • عضو بمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية CERES
  • منسق مجموعة البحوث والدراسات حول التنشيط التربوي في المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي
  • عضو بلجنة تحكيم مجلة: Journal of modern anthropology
  • مؤلف لعدد من الكتب والمقالات العلمية

حاوره كريم اسكلا
مدونة الهوامش المنسية

تراكم الوعي بالاستبداد هو الذي أدى إلى إشعال فتيل الثورة

اسكلا: استغرب العديد من المتتبعين من قيام الثورة بتونس، على أساس تراكم سنوات من القهر والقمع الذي كرس منظومة من الخوف وإعادة انتاجه، مما جعل التنبؤ بالثورة شيء مستحيلا على الأقل بالشكل الذي تمت به في تونس، لنتساءل كيف تمكن الشباب التونسي فجأة من تكسير جدار الخوف؟ أولا على المستوى الشخصي الفردي ؟ ثانيا على المستوى المجتمعي ؟


ذ.عبد الستار رجب: أولا شكرا على الاستضافة، لقد تفاجأ كل المتابعون، حتى الشعب التونسي، بهذا التحول النوعي الذي يمكن أن أقول عنه تاريخي في المرحلة المعاصرة، فحالة الخوف التي سكنت المجتمع في مختلف تفاصيله طيلة سنوات الاستبداد والقهر، في الحقيقة مثلت نوعا من مراكمة الوعي بالاستبداد. فإذا أردنا توصيف الوضع نجد نوعا من المفارقة، كيف لشعب تحسب أنفاسه وتعد خطواته ولا يكاد يدلي أحد برأي مخالف ولو مزاحا إلا ويتحمل تبعات هذا الرأي الذي أدلى به، كيف له أن يتخطى هذا الحاجز؟  أعتبر أن حجم الاستبداد وتقل الضغط و الاكراهات و القهر الذي عان منه الشعب التونسي هو الذي أحدث نوعا من الوعي بضرورة تجاوز هذه الحالة، فأنا أصف حالة الشعب التونسي وهو يخوض ملحمته الأخيرة ببيت بليغ للشاعر التونسي الكبير أو القاسم الشابي، كأني به يصف تونس في مرحلة الثورة:
وإذا ما طمحت إلى غاية                       ركبت المنى ونسيت الحذر.
 هذا الشعب بكل مكوناته طمح إلى الحرية وركب هذه الأمنية ونسي الخوف. ففي لحظة ما عندما تدرك أنه ليس بإمكانك أن تخسر أكثر مما خسرت، وتشعر أن الحياة فقدت أي معنى لها في ظل هذا الاستبداد وهذا الخنق للحريات، يتبد  لك أنه لا معنى للعيش على هذه الشاكلة، عندها يصبح "أن أحيا بكرامة أو أن أعيش عزيزا" هو القول الذي يمكن أن يفصل الحاجز الذي يجعلنا نتخطى نحو كسر كل ما يمكن أن يمثل لنا خوفا من شخص أو نظام أو أدوات قمع.
إن ملاحظة الاحباط وشدته في التجارب اللاحقة مثلا، أعتقد أنه  يمكن أن يكون مؤذنا بتغيير نوعي. كنت قد تحدثت  كثيرا مع بعض الإخوة في بلدان مختلفة فعبروا لي عن نوع من الاحباط لما فيه الناس من استقالة من متابعة الشأن العام، وعزوف يبين أنه لم يعد للمواطن رغبة في أن يكون معنيا بما يدور من حوله من شأن الناس.  فكنت أقول لهم دائما أن هذا شبيه بالذي عشناه قبل 14 جانفي – يناير – فقد كانت كل التحليلات تشير إلى أن هذا الشباب ميؤس منه، ولا إمكان له في التغيير، ولا مكان له في المستقبل بمعنى غياب ارادته. لكن في الحقيقة هذا الشباب راوغ وأفلت من كل تلك التحليلات التي لم تكن تنفذ إلى عمق الواقع بالقدر الذي يمكنها من أن تدرك  مجريات الحراك الحاصل.
 في تونس كانت هناك متابعات لبداية الثورة وكان التوصيف لها بالمعنى السوسيولوجي على أنها إحتجاجات في منطقة محدودة من الوطن، كنا نحلل ما يقع ونتابعه ميدانيا ونحاول أن نفهم، هل نحن بسياق حراك اجتماعي سياسي نوعي ينبئ بتغيير جدري في المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أم أنه مجرد حالة من الانتفاض كما عشناها في مراحل سابقة كما في 2008 و 2009 ... في تجارب ذاكرتنا مشحونة بها لأكثر من قرن. وكانت التحليلات متفاوتة ومختلفة، البعض كان  يرى أن الذي يحدث لا يعدوا أن يكون شبها بالانتفاضات السابقة وسيقمع بالة الحديد والنار التي كان يتوفر عليها النظام البوليسي، لكن كانت في الحقيقة تحليلات قليلة ...

...يتبع


جديد: مقالاتي في كتاب الكتروني للتصفح - اضغط وسط الاطار -

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

 
-