مدونة الهوامش المنسية : رصد و حوارات و تساؤلات...من أجل تكريس الحرية و الكرامة و ثقافة الاختلاف لقد تم تغيير اسم المدونة ليصبح " الهوامش المنسية " و سيتم تخصيص صفحة للابداع الشعري تحت اسم " هوس الكلمات ".... كما تمت اضافة مقالات جديدة في ساحة الحوار ...... ..... حركة 20 فبراير : دعوة متجددة للاحتجاج الاجتماعي السلمي ..... ممتن و شاكر لزيارتكم .... للتفاعل و التواصل k.isskela@gmail.com

الدكتور عبد الستار رجب: تراكم الوعي بالاستبداد هو الذي أدى إلى إشعال فتيل الثورة



معاناة زمن الحرية لا تقل عن معاناة زمن الاستبداد


حوار مع الدكتور عبد الستار رجب
  • أستاذ جامعي في علم الاجتماع بجامعة تونس
  • عضو بجمعية علم الاجتماع التونسية .
  • عضو بالجمعية التونسية للأنتروبولوجيا
  • عضو بمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية CERES
  • منسق مجموعة البحوث والدراسات حول التنشيط التربوي في المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي
  • عضو بلجنة تحكيم مجلة: Journal of modern anthropology
  • مؤلف لعدد من الكتب والمقالات العلمية

حاوره كريم اسكلا
مدونة الهوامش المنسية

تراكم الوعي بالاستبداد هو الذي أدى إلى إشعال فتيل الثورة

اسكلا: استغرب العديد من المتتبعين من قيام الثورة بتونس، على أساس تراكم سنوات من القهر والقمع الذي كرس منظومة من الخوف وإعادة انتاجه، مما جعل التنبؤ بالثورة شيء مستحيلا على الأقل بالشكل الذي تمت به في تونس، لنتساءل كيف تمكن الشباب التونسي فجأة من تكسير جدار الخوف؟ أولا على المستوى الشخصي الفردي ؟ ثانيا على المستوى المجتمعي ؟


ذ.عبد الستار رجب: أولا شكرا على الاستضافة، لقد تفاجأ كل المتابعون، حتى الشعب التونسي، بهذا التحول النوعي الذي يمكن أن أقول عنه تاريخي في المرحلة المعاصرة، فحالة الخوف التي سكنت المجتمع في مختلف تفاصيله طيلة سنوات الاستبداد والقهر، في الحقيقة مثلت نوعا من مراكمة الوعي بالاستبداد. فإذا أردنا توصيف الوضع نجد نوعا من المفارقة، كيف لشعب تحسب أنفاسه وتعد خطواته ولا يكاد يدلي أحد برأي مخالف ولو مزاحا إلا ويتحمل تبعات هذا الرأي الذي أدلى به، كيف له أن يتخطى هذا الحاجز؟  أعتبر أن حجم الاستبداد وتقل الضغط و الاكراهات و القهر الذي عان منه الشعب التونسي هو الذي أحدث نوعا من الوعي بضرورة تجاوز هذه الحالة، فأنا أصف حالة الشعب التونسي وهو يخوض ملحمته الأخيرة ببيت بليغ للشاعر التونسي الكبير أو القاسم الشابي، كأني به يصف تونس في مرحلة الثورة:
وإذا ما طمحت إلى غاية                       ركبت المنى ونسيت الحذر.
 هذا الشعب بكل مكوناته طمح إلى الحرية وركب هذه الأمنية ونسي الخوف. ففي لحظة ما عندما تدرك أنه ليس بإمكانك أن تخسر أكثر مما خسرت، وتشعر أن الحياة فقدت أي معنى لها في ظل هذا الاستبداد وهذا الخنق للحريات، يتبد  لك أنه لا معنى للعيش على هذه الشاكلة، عندها يصبح "أن أحيا بكرامة أو أن أعيش عزيزا" هو القول الذي يمكن أن يفصل الحاجز الذي يجعلنا نتخطى نحو كسر كل ما يمكن أن يمثل لنا خوفا من شخص أو نظام أو أدوات قمع.
إن ملاحظة الاحباط وشدته في التجارب اللاحقة مثلا، أعتقد أنه  يمكن أن يكون مؤذنا بتغيير نوعي. كنت قد تحدثت  كثيرا مع بعض الإخوة في بلدان مختلفة فعبروا لي عن نوع من الاحباط لما فيه الناس من استقالة من متابعة الشأن العام، وعزوف يبين أنه لم يعد للمواطن رغبة في أن يكون معنيا بما يدور من حوله من شأن الناس.  فكنت أقول لهم دائما أن هذا شبيه بالذي عشناه قبل 14 جانفي – يناير – فقد كانت كل التحليلات تشير إلى أن هذا الشباب ميؤس منه، ولا إمكان له في التغيير، ولا مكان له في المستقبل بمعنى غياب ارادته. لكن في الحقيقة هذا الشباب راوغ وأفلت من كل تلك التحليلات التي لم تكن تنفذ إلى عمق الواقع بالقدر الذي يمكنها من أن تدرك  مجريات الحراك الحاصل.
 في تونس كانت هناك متابعات لبداية الثورة وكان التوصيف لها بالمعنى السوسيولوجي على أنها إحتجاجات في منطقة محدودة من الوطن، كنا نحلل ما يقع ونتابعه ميدانيا ونحاول أن نفهم، هل نحن بسياق حراك اجتماعي سياسي نوعي ينبئ بتغيير جدري في المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أم أنه مجرد حالة من الانتفاض كما عشناها في مراحل سابقة كما في 2008 و 2009 ... في تجارب ذاكرتنا مشحونة بها لأكثر من قرن. وكانت التحليلات متفاوتة ومختلفة، البعض كان  يرى أن الذي يحدث لا يعدوا أن يكون شبها بالانتفاضات السابقة وسيقمع بالة الحديد والنار التي كان يتوفر عليها النظام البوليسي، لكن كانت في الحقيقة تحليلات قليلة ...

...يتبع

0 التعليقات:


جديد: مقالاتي في كتاب الكتروني للتصفح - اضغط وسط الاطار -

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

 
-