مدونة الهوامش المنسية : رصد و حوارات و تساؤلات...من أجل تكريس الحرية و الكرامة و ثقافة الاختلاف لقد تم تغيير اسم المدونة ليصبح " الهوامش المنسية " و سيتم تخصيص صفحة للابداع الشعري تحت اسم " هوس الكلمات ".... كما تمت اضافة مقالات جديدة في ساحة الحوار ...... ..... حركة 20 فبراير : دعوة متجددة للاحتجاج الاجتماعي السلمي ..... ممتن و شاكر لزيارتكم .... للتفاعل و التواصل k.isskela@gmail.com

نحن في مفترق طرق .. إما "نطحة كبش" أو "طحنة في حاوية"

بقلم كريم اسكلا
#طحن_مو fikri_271153874 كتبت تدوينة فايسبوكية منذ أيام، أرجو فيها من أصدقائي في العالم الازرق اقتراح أفضل ترجمة لمقولة مستلهمة من التراث الامازيغي تقول "أنوكوض دا إران أيوت لمغرب إسول أر إتوغول توغرضين"، فيما معناه "الكبش الذي سينطح المغرب مازال يخلف خطواته إلى الوراء" ، وكان التفاعل معها مهما، وتنوعت المقترحات بين ترجمة حرفية وترجمة ابداعية، لكن الاهم في الامر أن هناك شبه اتفاق على أن هناك "نطحة" تتربص ب "المغرب" ، ولازالت ترجع القهقرى قصد استجماع قوة أكبر، وهذه المقولة الشعبية تستدعى في مواقف الخوف على المستقبل القريب انطلاقا من واقع غير امن مليء بمؤشرات "النطحة" . أحد المتتبعين تساءل ما اذا كان "الكبش" أقرنا أم لا ، وربما هو سؤال يحمل مخاوف من "نطحة دامية" لان "القرون" لابد من أن تحدت جروحا قد تكون قاتلة، لكن في المقابل هناك من قال أنه ربما هذا "الكبش" الذي يستمر في التراجع قد يهوي في حفرة في الخلف وهو أيضا احتمال وارد  وهو منطق قريب من شعار "الفتنة نائمة نعل الله موقظها" ، على أساس أن أي تغيير "جذري" سيكون مؤلما وأشد من القتل، وهذا الموقف، يذهب في أحسن الاحوال، إلى درجة المطالبة ب "الاصلاح" أو "التغيير التدريجي" . السؤال الذي يجب طرحه، هو ما الذي يجعل هذه "النطحة" لازمة وما الذي يجعل منها وشيكة، وقد يكون الرد بديهيا وهو أن ما يجعل من الامر حتميا يكمن أولا في قانون الطبيعة الذي يجعل في "الكبش" راغبا في زعزعة "التوابث" في مسلسل اسقاط قطع "الدومينو" ، وثانيا قانون الطبيعة الذي يجعل لكل شيء دورة حياة وتجعل كل مستقر وتابث مهددا بالموت، وثالثا لان الالم الذي يلي اقتلاع ضرس مسوس يكون بالتأكيد أقل من الالم الذي قبله، وقلع ضرس أو الورم السرطاني يكون افضل من بقائه لمصلحة الجسم ككل. ثم ألم يقل احدهم ما معناه أن "اردوكان مثلا استشعر "نطحة" قادمة فصنعة "شبه نطحة" كي يكون الجسم مستعدا للنطحة الحقيقية على طريقة "حقن التلقيح" . لكن هل من الضروري أن يكون ذلك "التغيير" المرتقب "نطحة" ، أو بتعبير اخر ألا نهول من حالة انتقال طبيعي ونصوره على أنه كارثة مدمرة ونساهم بذلك في خلق نوع من "فوبيا التغيير" مما يجعل المواطن يفضل "قطران" الحاضر على "عسل" مسبوق ب  "قريص النحل" .
ربما علينا أن ندرك أن "النطحة" تكون أقوى كلما ابتعد "الكبش" إلى الوراء وكلما طال الوقت، أو بتعبير اخر "الفتنة" كلما ظلت نائمة كلما أمست جيفة نثنة وتناسلت البكتيريات والفطريات حولها وتحولت إلى ورم سرطاني يذهب بالجسد كله، ثم من قال لنا أن تلك "الفتنة" نائمة أصلا، ألا يمكن أن يكون جوهرها هو أن توهمنا أنها نائمة في حين أن هويتها اصلا في ظهورها بمظهر النائمة في حين أنها تعمل فعلها في غفلة منا، تماما كالنهر "السكوتي" ، بل لو تأملنا معنى النوم سندرك أن النوم لا يعنى غياب النشاط، ف "النائم" يكون رغم نومه في حالة نشاط فيسيلوجي وبيلوجي وعصبي ونفسي .. فهذه "الفتنة" التي نعتقدها نائمة هي في الحقيقة نشيطة تعمل عملها، ولا يمكن ن نصيبها في مقتل إلا بإيقاظها ثم هل هناك أصلا "فتنة" أشد من "الإهانة" ، فالنائم هم "نحن المهانون" ، بالتالي فهذا يتطلب "نطحة" عاجلة توقظ "الكرامة" النائمة فينا. وبينما كنت اتفكر في احتماليات "النطحة"  تأتينا أخبار "طحنة" أخرى من بين "الطحنات" الكثيرة واليومية التي ألفناها حتى ما عادة تستفز أعصابنا ومشاعرنا، هذه المرة "طحنة" في حاوية أزبال، ربما لأننا أصبحنا "جنائزيين" لا يثيرنا الظلم إلا عندما تسيل الدماء والأرواح بطريقة مأساوية. مصادفة "طحنة فكري" لهذا المقال حول "النطحة" تجعلنا نخلص أنها ربما رسالة كي نختار إما استعجال "نطحة الكبش" أو نترقب "طحننا" جميعا في حاوية.


جديد: مقالاتي في كتاب الكتروني للتصفح - اضغط وسط الاطار -

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

 
-