كريم اسكلا
19/05/2011
k.isskela@gmail.com
http://isskela.blogspot.com/
منذ نحو 20 سنة تنبأ عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة بثورة الشعوب من أجل كرامتها و حريتها، ففي خضم تحليله للسيناريوهات المحتملة في مجتمعات العالم الثالث، يرى أن هناك ثلاثة احتمالات :
1) مشهد الاستقرار
2) مشهد الإصلاح
3) مشهد التغيير
و حسب توقعاته فإن وقوع المشهدين الأولين أصبح غير ممكن بالنظر إلى درجة التردي التي وصلت إليها الأنظمة العربية و الإسلامية، و السؤال الذي يطرحه هو كيف ستتم عملية التغيير بأقل الخسائر و الضحايا.(كتاب انتفاضات في زمن الذلقراطية ص49) و من منطلق أن استمرار نمط الاستقرار مستحيل عمليا و مناقض للقوانين الطبيعية و الكونية ف "الاستقرار في البيولوجيا هو الموت. فالدول تتغير و تتحرك، و لكن الانتفاضة بداية نهاية لنسق بأكمله ..." نفس المرجع ص130
سنة 2000 أصدر ذ.المهدي المنجرة كتابا بعنوان " انتفاضات في زمن الذلقراطية " أشار فيه إلى أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية مجرد حلقة أولى في سلسلة من الانتفاضات القادمة التي ستعم كل المجتمعات العالم ثالثية، ضد الظلم و الإهانة. حيث يقول : "من أين أتت انتفاضة الحجارة ؟ لم تأت قطعا من الوزارات و لا من القصور و لا من المكاتب الرسمية و لا من الحكومات و لا من النخب. إنها أتت ضدها جميعا، ضد الأنظمة و الحكومات العربية التي انفصلت انفصالا تاما عن هموم الجماهير و الشعوب." ( نفس المرجع ص137 ) فالانتفاضات بهذا المعنى ستكون شعبية صرفة بعيدة عن التأطير التقليدي و عن الأحزاب و النخب ... "فالانتفاضة الأولى كانت هي الجهاد الأصغر. و هذه الانتفاضة ستأتي منها انتفاضات بنفس الروح لمحاربة انعدام العدل الاجتماعي و الظلم و الفقر... و سنرى تدريجيا انتفاضات أخرى في بقية العالم العربي و الإسلامي... " ص 148
بالنسبة للمهدي المنجرة ستكون تلك الانتفاضات من أجل الكرامة و الحرية تستهدف التغيير الشمولي و الجدري، من هنا فالانتفاضات القادمة لن تكون ردة فعل بقدر ما ستتحول إلى فعل يتغيأ التغيير و ينشد الديمقراطية. حيث يؤكد على أن " التغيير شيء شمولي فانه لا يأتي بصيغة متجزئة، قد تكون الجزئية في التطبيق، لكنه منظومي مرتبط بعناصر عدة، أي التغيير ككل... فعين السلطة هي الشعب، و بما أن الشعب عين السلطة، آمنت دوما بضرورة وجود مجلس تأسيسي و أن يحرر الدستور من قبل جماعة كفأة هاجسها الشعب. دون هذا الأساس لن نملك أية مصداقية، و سنحيى شرعية مشوبة بالعيوب..."(نفس المرجع ص 216 )
و يؤكد ذ.المنجرة على أنه "لا يمكن للخطأ أن يطال الانتفاضة ( فبالأحرى الانتفاضات ) من أمامها أو من خلفها. فهي لم تأت من فراغ و لا من عدم، لم تأت من انقلاب و لا من تآمر. هي أتت من صيرورة تاريخية لا آنية فيها و لا ارتجال. هي أتت من اختمار ماض مر و مترد، من حاضر ملؤه اليأس و من أمل في المستقبل يتغيأ البديل الجذري لا الترقيع المجحف أو الحلول الوسطية المهادنة." 8
نود أن نذكر القارئ أن هذه الأفكار وردت في كتابات و محاضرات ذ.المنجرة منذ عشرات السنوات ، وتبلورت بشكل مباشر في كتابه "انتفاضات" – سنة 2000 فعلى ظهر الكتاب سطر المفكر ذ.المنجرة خلاصة تصوره لمستقبل مجتمعات العالم الثالث بقوله: " الذلقراطية عنصر تركيبة خماسية تضم الجهقراطية و الفقرقراطية و و المخزنقراطية ( بالنسبة لحالتنا بالمغرب ) هي التي أفرزت مجتمعة التخلفقراطية و انتفاضة أطفال فلسطين، و ستفرز شبيهات لها بكل الدول العربية التي جعلت من الخماسية إياها منظومة فكرها و نظام حكم لشعوبها."
كريم اسكلا
http://isskela.blogspot.com/