مدونة الهوامش المنسية : رصد و حوارات و تساؤلات...من أجل تكريس الحرية و الكرامة و ثقافة الاختلاف لقد تم تغيير اسم المدونة ليصبح " الهوامش المنسية " و سيتم تخصيص صفحة للابداع الشعري تحت اسم " هوس الكلمات ".... كما تمت اضافة مقالات جديدة في ساحة الحوار ...... ..... حركة 20 فبراير : دعوة متجددة للاحتجاج الاجتماعي السلمي ..... ممتن و شاكر لزيارتكم .... للتفاعل و التواصل k.isskela@gmail.com

دورات تكوينية لتأهيل الشعب


دورات تكوينية لتأهيل الشعب


كريم اسكلا

إعلان:
تعلن مؤسسات المجتمع غيرالمدني عن تنظيم مجموعة من الورشات التكوينية لتأهيل المواطن المغربي:
1.     ورشات التجسس والاستخبار
للاستفادة من هذا التكوين، يجب على المترشح أن يتصف بحس اجتماعي عال، ويستحسن أن يكون صاحب حرفة أو مهنة يختلط  فيها مع ناس كثر. ويستفيد الفرد خلال هذا التكوين من أرضية نظرية حول تاريخ التجسس وتطور طرقه وأساليبه...ثم مبادئ تقنيات التواصل وطرح الأسئلة وأساليب الحصول على الأخبار والمعلومات  بما فيها " طريقة  تسيبي ليفني " لطرق وفنون مضاجعة العملاء. حيث سينفتح المشارك على نماذج دولية جد متقدمة في هذا المجال، إضافة إلى تأهيل لاستعمال التكنولوجيا الحديثة لاتصال والتواصل في العمل.  بحيث يكون المتخرج من هذه الورشة قد خبر كل طرق الجاسوسية ورصد وقنص كل صغيرة وكبيرة عن النشطاء والمناضلين من منامهم إلى منامهم.
2.     ورشات الحملات الاعلامية
يفتح باب المشاركة في هذه الورشات أمام كل صاحب قلم وورق أو شاشة حاسوب أو بوق ... يكفي أن يمتلك ألفبائية الكلام والخطاب...فالمهم هو أن يكون قادرا على القول والكتابة تحث الطلب...ويكون التمرين الأول في الإنشاء بكتابة نصوص تتهم المعارضة بالعمالة لاسبانيا أو فرنسا أو البوليزاريو...وأخرى تتهمهم بالإلحاد أو الكفر أو الشذوذ الجنسي ...التمرين الثاني في فنون الاشاعة والتشهير، والتمرين الثالث في إعداد  صور بالفوتوشوب ورسومات كاريكاتورية لتشويه سمعتهم...التمرين الرابع في إعداد أشرطة فيديو وعمل مونتاج يجمع ما تم رصده من هفواتهم، كصورهم مع أصدقائهم  وصديقاتهم، أو صورهم في لحظات حميمية، وهم يدخنون أو يشربون الخمر، أو وهم برفقة أجانب، أو في وضعيات قد تحرف عن سياقاتها ... وذلك بالاعتماد على ما حصل عليه المخبرون.
3.     معسكر العنف الجسدي واللفظي والاستفزازات
لا يشترط المؤهل العلمي للاستفادة من هذا التكوين، فالأساس هو اكتناز كثلة من العظام والعضلات ...وضمير مستثير، ويضمن برنامج التكوين في هذا المعسر تكوينا احترافيا في طرق إستعمال الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من سكاكين وشفرات حلاقة وسلاسل وحبال وسواطير وشواقر ...إضافة إلى التمكين من معجم مكثف ومتنوع من أساليب السب والشتم والقذف. وبعد إختبارت وتدريب خفيف في الغيطة والطعريجة... وترديد  بعض الأغاني التشجيعية على طريقة مشجعي الملاعب ( ديما ديما...، دينها دينها والله ما خلينها، أوهوهو ألللي ااالي ...).
تكوينات هذه المعسكر غالبا ما تكون ميدانية تطبيقية، ويتم ذلك بالتحرش بالمتظاهرين والوقفات والمسيرات الاحتجاجية ... ويجب على المشارك في المعسكر حمل صورة الملك والكثير من الأعلام، والمهمة هي استفزاز المنظمين والاعتداء على بعض المشاركين خاصة الفتيات والنساء...وسرقة بعض الكاميرات والهواتف واللافتات ...كغنائم.
بمجرد الاستفادة من هذه الدورات التكوينية يحصل المشارك على شهادة حسن السيرة والسلوك وشهادة الأهلية للبلطجة، موقعة من أم الوزارات وأبيها.
ملاحظة: تخولك الشواهد المحصل عليها الدخول إلى القيادات والجماعات والباشويات والولايات بدون واسطة. والاستفادة من بعض الإكراميات تبدأ من " بونات الطحين " وولائم الاجتماعات والحفلات الرسمية  إلى مأذونيات النقل والسكن والبناء والقوادة والمتاجرة في المخدرات ... كل حسب كفاءته.  
للمشاركة يرجى الاتصال بأقرب مقدم أو شيخ أو قايد أو باشا بجميع ربوع المملكة.   
تعليق على الإعلان:
لا يحتاج المرء، إذن،  لكثير من النباهة ليكتشف أن المخزنقراطية أعلنت بشكل غير رسمي عن برنامج تكويني مستمر لتأهيل قوى البلطجة. فبعد عهد "الفلاح المدافع عن العرش" ربما قد نعيش بعد ربيع الديموقراطية عهدا من "الشمكار المدافع عن العرش" ... فالعديد من التقارير الإعلامية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ضلوع أطراف من المخزن في تجيش " شمكارة " للتشويش على حركات الاحتجاج وللخروج في مسيرات لإعلان أن " الملك عاش ". هل أصبح النظام يحتاج لشرعية يكسبها له هؤلاء الشمكارة؟ 
إنه بعض الخفي وراء ما يسمى " الشباب المخزني " أو ما كان يسمى على عهد قريب " حراس المؤسسات الدستورية " في مواجهة قوى التغير والإصلاح ...حيث وجدنا أن مجموعة من الأفراد إنخرطوا في هذا البرنامج التكويني معتقدين أنهم يدافعون بذلك عن النظام، في حين أنهم لا يفعلون شيء سوى تشويه صورته والإساءة له... ونستغرب من عدم متابعتهم بتهمة الإساءة للملك ... مثلا في قولهم " وا الملك زطوروطو " ؟؟ أو عندما تمسك التنفيحة والتبويقة بنفس اليد التي تحمل صورة الملك، أو عندما يحمل صدر عاهرة علم المملكة بعد أن كان قبل قليل يحمل زبد نشوة زبون... أليست إساءة "للمقدسات" ؟ 
استدراك: الاقامة والتغذية والتنقل على نفقة المواطنين البسطاء.    

عصيد: التاريخ أكبر الطابوهات السياسية في المغرب على الاطلاق


عصيد: التاريخ أكبر الطابوهات السياسية في المغرب على الاطلاق وهناك تزوير في التاريخ الرسمي الذي يدرس والشرعية السياسية للعديد من الأشخاص مبنية على التاريخ المزور

قال عصيد من وارزازات ان قبر ادريس الثاني ظل مجهولا ستة قرون واكتشفه المرينيون مما يطرح كثيرا من الأسئلة حول صحة هذه الرواية/


تقرير كريم اسكلا.





كسر الاستاذ  الباحث أحمد عصيد صمت مدينة وارزازات وهدوئها بمحاضرة تحث عنوان العلمانية والديمقراطية يوم 22 دجنبر الجاري، حيث تمكن من خلق نقاش جاد وجريء حول الشرعية الدينية والشرعية الديمقراطية في الدولة الحديثة. 
الموقع حضر اللقاء وأعد تقريرا مفصلا عن أهم ما جاء في مداخلة الأستاذ عصيد والتي وصفت بإحدى الدروس البيداغوجية لعصر النهضة المغربية. فأمام العشرات من الحاضرين، الذين حجوا إلى القصر البلدي بوارزازات، شكر الأستاذ أحمد عصيد أهل مناطق الجنوب الشرقي، وقال أن هذه المنطقة لها تاريخ عريق، وأعطت الكثير من الطاقات والكفاءات المعترف بها دوليا ووطنيا. ولكنها مقصية ومهمشة، وأردف قائلا أن سبب مشاكل هذه المنطقة هو في بناء الدولة المركزية بعد الاستقلال، والتي ركزت كل شيء في مثلث الرباط الدار البيضاء فاس، وتناست مناطق قدمت للوطن الشيء الكثير لكن لم يقدم لها أي شيء.
وتأتي المحاضرة حسب عصيد للإجابة على أسئلة راهنة تأتي في السياق الذي يعيشه المغرب بعد الانتفاضات الشعبية في شمال افريقيا والشرق الاوسط، فالثورات والانتفاضات الشعبية حسب عصيد جاءت بنقاش جديد يتميز بأنه شجاع وفيه الوضوح، إذ لم يعد فيه نفاق  ولف ودوران ولغة الخشب. بمعنى أن لغة الخشب تراجعت لصالح لغة الوضوح بين المواطنين وبين الفرقاء السياسيين سواء داخل المؤسسات أو خارجها. وهذا مكسب كبير يرجع الفضل فيه مغربيا الى حركة الشارع المغربي، حركة 20 فبراير التي حررت المغاربة من الخطوط الحمراء التي كانوا يخافون منها، والتي كانت تمنعهم من النقاش الحر والشفاف. وأضاف أن المغرب لم يستطع بعد رفع كل الخطوط الحمراء، بسبب ما اعتبره طرح وثيقة دستورية ليست بالمستوى المطلوب.
وفي سياق حديثه عن حصيلة ما افرزه الحراك الاحتجاجي بالمغرب أكد أن الدستور الذي لا ينص على فصل السلط ليس دستورا ديمقراطيا، إذ اعتبر أنه لازالت نفس السلطة تترأس السلط الثلاث، ولازالت مقاليد الأمور في يد الشخص الواحد. وقال أن القيم الأمازيغية كالمساواة والحرية والعدالة غائبة عن جوهر الدستور. كما تغيب عنه أسس البناء الديمقراطي السليم. وخلص إلى أنه لا يمكن للدستور الحالي أن يخرج المغرب من أزمته.
وقد أرجع الاستاذ المحاضر سبب الارتكاس في مجال دمقرطة الدولة إلى تدخل الدين في السياسة. وأشار إلى ضغوط مارستها العدالة والتنمية والسلفيين لعدم دسترة حرية المعتقد، وسمو المواثيق الدولية، واعادة صوغ الفصل الذي يحدد هوية الدولة بحيث تصبح اللغة الأمازيغية متأخرة في الصياغة المعدلة، ومنفصلة عن العربية والإسلام بفاصلة متسائلا عن معنى ودلالة تلك الفاصلة. مؤكدا أن الشيء الذي عرقل الدستور الحالي لكي لا يكون ديمقراطيا هو استعمال الدين. باعتبار أن معضلة الدستور الحالي هي أنه يستعمل الدين لعرقلة كل خطوات الدمقرطة باسم الخصوصية وثوابت الأمة.
وقد فصل الاستاذ في مداخلته كيف أن الدين يتم استغلاله في اطار الصراع حول الحكم والثروة والقيم. ففي الصراع حول الحكم أشار إلى إعتماد الدولة العنف والقمع والردع لمواجهة الاحتجاجات باسم الدين والحفاظ على هيبة الدولة. وفي الصراع حول الثروة أشار إلى مشاكل المناطق المنجمية كمثال، واعتبر استغلال الثروات الوطنية بدون احترام القوانين الوطنية والدولية خرقا سافرا للقوانين الدولية التي وقع عليها المغرب. وأضاف أنه لا القوانين الدولية ولا الوطنية تحترم في اميضر ولا في وارزازات ولا في بوتزولت باعتبار أن أول بند في القانون الدولي الخاص باستغلال المناجم يقول أنه لا يجوز لأي دولة استغلال منجم من المناجم على حساب مصالح السكان...وأضاف عصيد أن تلك المناجم التي تعطي خيرات كثير للمغرب ولا تناقش لا في البرلمان ولا في الحكومة وتهب إلى جهات مجهولة ولا نعرف من المستفيذ منها. مؤكدا على أنه في كل بلد من البلدان الديموقراطية تكون ثروات البلاد موضوع نقاش عمومي مفتوح، لكن عندنا مناقشة الثروات الوطنية التي هي ملك لكل المغاربة طابو من الطابوهات الكبرى.  وطالب بأن تكون المناجم مناجم مواطنة. بحيث تستغل الثروات  بطريقة تساهم بها في تنمية المنطقة. وفي ربطه بين هذه القضايا الاجتماعية قال أن العلاقة قائمة وعميقة بين قضية اميضر وانفكو وغيرها من المناطق المهمشة بغياب علمانية الدولة باعتبار أن عمق تلك الازمات هو أن هناك فئات تستغل ثروات البلد دون محاسبة ولا رقيب لأنها محمية باسم الدين.
كما أكد المحاضر أن هناك أيضا صراعا حول القيم، صراع حول المساواة والحرية والعدل. وقال أن لا مساواة إلا في اطار المواطنة الكاملة، وأكد أنه لا يحق لأي أحد أن يكون أحسن من أي أحد اخر بأي مسمى. كما أن لا حرية إلا باحترام حرية الجميع وعدم تفصيلها وفق اهواء أي كان. وقال أنه لا يمكن أن تتحقق قيمة العدل مادام هناك قضاء يحكم وفق التعليمات والمكالمات الهاتفية، وما دام الاعتقال الاحتياطي يتم بطرق غير قانونية و مع استمرار الاعتقال بسبب الرأي.
يقول عصيد أن حل كل هذه المعضلات هو الديموقراطية، والديموقراطية بالنسبة له شاملة و كل لا يقبل التجزيء. وهي في جوهرها علمانية. ويسأل عصيد:ما معنى العلمانية فكريا وفلسفيا؟ ليؤكد بالقول أنه قبل أن تكون العلمانية فصلا للدين عن الدولة، هي استقلال العقل البشري بقدرته على التحليل والبحث بحرية، وقدرته على الاختيار، من هنا فحرية المعتقد أساس العلمانية. ويشرح الأمر أكثر، فإذا أردت أن تفرض دينك على الناس ستكون قمعيا قهريا، لان العقيدة لا تفرض. لا يمكن فرض عقيدة لأنها اقتناع باطني يأتي من الباطن، تأتي بالاختيار. وهي استقلال العقل، عندئذ تكون مواطن يمارس طقوسه والدولة يجب أن تحميك. لا شأن للدولة بعقيدتك، الدين لا يجب أن تفرضه الدولة والبوليس. فالدين اختيار شخصي.
وأكد المحاضر على أن الاساس الكبير في العلمانية هو احترام الحق في الاختلاف واحترام الاخر وقبوله كما هو. وقال أنه إذا أجبرت الاخر على أن يكون مثلك فلم يعد حرا.  فإذا كان هناك مغاربة غيروا عقيدة واختاروا عقيدة أخرى، فيجب على الدولة أن تحترمهم. لكن الدولة مع الآسف، كما يضيف عصيد، لا تحترمهم ولا تحميهم. والبوليس يراقبهم. والإسلاميون يخرجون ببيانات تشكر البوليس والداخلية على ما يعتبرونه حسن القيام بمهامها في حراسة الايمان.
ليؤكد على أن استعمال الدين في السياسة هو الذي يؤدي وسيؤدي إلى الفتن. أمام مسعى تنميط الانسان وفق قوالب لا يرتضيه.
فحسب عصيد، الاساس السياسي للعلمانية والديمقراطية هو حياد المؤسسات، إذ أن مؤسسات الدولة يجب أن تكون محايدة في الدين واللغة والجنس والعرق. مستدلا بأن العلمانية ليست غربية المنشأ، وقال أن المجتمعات الامازيغية مثلا كانت علمانية في جوهرها، باعتبار أن القبائل كانت تسير نفسها بقرارات الجماعة والأعراف بعيدا عن المؤسسة الدينية التي يمثلها إمام وخطيب المسجد حينئذ.
كما دعى عصيد المغاربة إلى أبداع علمانيتهم، فكما لفرنسا علمانيتها ولبلجيكا علمانيتها...فعلى المغاربة أين يصوغوا علمانية تنطلق منهم ولأجلهم.
وفي اشارته إلى التناقضات التي يخلقها الاستغلال السياسي للدين قال أنه مع العدالة والتنمية أصبحت الأموال المستخلصة من الخمر حلالا، وأضاف أنه لا يمكن للدولة منع الخمر لأن هناك الالاف العاملين في هذا القطاع، واذا منعته فيجب أن يوفر لهؤلاء مناصب شغل، وأن يأتي  ببدائل للميزانية بمقدار تلك الأموال التي كانت تجنيها من ضرائب الخمر، ثم أن تقدم للذين يشربون البديل، لان شرب الخمر يدخل ضمن نمط الحياة المتعلق بالحريات الفردية والمتعلق بحرية الاختيار.
يستغرب عصيد كيف أن الدولة سنت قوانين لا تقدر عليها. الدستور ينص على شيء والقانون الجنائي.  وقال أن مثل هذه التناقضات ستحل بالعلمانية لأن سبب تلك التناقضات هو استغلال الدين في السياسة.
وجه عصيد نقدا لاذعا للمثقف وقال أن دور المثقف دور نقدي أينما كان. دوره هو الكشف والفضح. وقال أن بعض المثقفين أصبحوا موظفين لدى السياسي مجرد "كتاتبية" لدى الحزبيين.
في سياق حديثه عن الاستغلال السياسي للدين، أشار إلى أنه في إطار تزوير التاريخ كانت الحركة الوطنية تشهر راية ما تسميه الظهير البربري، وتقول أن الظهير يهدف إلى تنصير البربر. ويتساءل في النهاية من تنصر؟ من تنصر واشتهر في العالم هم أفراد من عائلة  الحركة الوطنية.  وقال أن البعثات التبشيرية كانت في المغرب منذ 1858 ، ولم يتحدث عنها أي أحد إلى غاية 1930. لماذا لم تتحدث الحركة المسماة وطنية عن التبشير المسيحي إلى غاية هذا التاريخ؟ السبب حسب عصيد هو ذهاب الماريشال ليوطي الحليف للبرجوازية المدينية. حيث كان يعطيهم الامتيازات باعتبارهم كانوا يمارسون الوساطة بين الرأسمال الاستعماري والسوق المحلية، وعندما لم يصبحوا يستفيدون لأن الاستعمار غير سياسته واصبح يستغل البلد مباشرة بدون وسطاء. عندما أصبحت الحركة الوطنية لا تستفيد، أصبحوا وطنيين فجأة. يعني أن الوطنية بدأت عندهم سنة 1930.
وفي رد الاستاذ عصيد على سؤال الموقع عن الضجة التي أثارتها تصريحاته حول نسب العائلات الحاكمة بالمغرب منذ عهد الادارسة، واشارته إلى أن إدريس الثاني ولد أشهرا بعد وفاة ادريس الأول الذي ظل بدون أبناء لمدة خمس سنوات. وكان رده صارما ومتحديا، إذ أكد أن هناك تزوير في التاريخ الرسمي الذي يدرس في المدارس. فالتاريخ كما صرح عصيد هو أكبر الطابوهات السياسية في المغرب على الأطلاق. لأن الشرعية السياسية للعديد من الأشخاص مبنية على التاريخ المزور. ولأن فئة معينة من الناس مستفيدون من الفيرمات والأراضي والامتيازات والإدارات بسبب تلك الرواية التاريخية المزورة. وطالب منتقديه بتأكيد رواياتهم التاريخية بشكل عقلاني. وقال أنا أريد من هؤلاء الذي كانوا يروونا علينا حكاية الأطفال المبتذلة بأنه جاء ادريس الأول وعانقه المغاربة، وولوه ملكا على المغرب، وأن أول دولة في المغرب هي الدولة الادريسية وهي دولة عربية...هي حكاية للأطفال غير صحيحة و قال أنها ( رواية A dormir debout). ويردف أن ادريس جاء وعمره 42 سنة، ويتساءل هل جاء متزوجا أم أعزبا ؟ هل كان لديه أبناء؟ والإشكال الثاني الذي يطرحه على المؤرخين هو هو أن الرواية تقول أن المغاربة بايعوه ملكا، والنصوص تقول أنه بويع إماما. والسؤال هو لماذا لم ينزل في مصر أو تونس أو الجزائر؟ لأن مصر وتونس كانت دول سنية، والجزائر كان فيها خوارج.  وجاء إلى المغرب لأن التجمع الذي استقبله كان شيعيا. وإذا بويع ادريس وزوج بكنزة الأوربية...يعني أنه ظل معها خمس سنوات دون أولاد، ولم يولد ادريس الثاني سوى بعد وفات ادريس الأول بأشهر؟ والسؤال الاخر الذي يطرحه هو لماذا قام بمذبحة قتل فيها كل نسب والديه، كيف يقتل ادريس الثاني جده اسحاق وكل نخبة ادريس الأول، وخلق نخبة عربية أخرى من نخبة الاندلس؟ هذه أسئلة طرحها عصيد متحديا المؤرخين بإنارة هذه الفترة التاريخية في التاريخ الرسمي.
وخلص عصيد إلى أن الشعب المغربي لا تمثله عائلة أو نسب أو شجرة، الشعب المغربي يريد دولة تمثل كل المغاربة.
ويضيف أن قبر ادريس الثاني ظل مجهولا ستة قرون، ويتساءل كيف أكتشف في العصر المريني. والمؤرخ يقول أن سيدا نام فرأى رؤيا تقول أن ادريس الثاني دفن تحث الشجرة فاقاموا عليه قبرا. ويتساءل ما إذا كان مثل هذا القول تاريخ. ويستغرب عصيد من أن الآن يذهب السلاطين إلى هذا القبر ليستمدوا الشرعية منه. ويقول أي شرعية هذه ؟ الشرعية هي اختيار الشعب والديمقراطية وليس شرعية الشجرات الوهمية.
ويقول أيضا، لا شرعية لمن يستعمل الدين سواء كان الملكية أو غيرها. فحسبه الملكية المغربية إذا أرادت أن تكون شرعية عليها أن تتعلمن.
ويربط المحاضر بين مشاكل غياب التقسيم العادل للثروات وغياب العلمانية بقوله من يعطي الحق لجهات عليا في الدولة لتستغل ثروات البلاد بدون احترام الحكومة ولا البرلمان ولا القانون. من أين تستمد الشرعية؟ تستمدها من إمارة المؤمنين، يعني من الدين. أنا أنهب ثروتك ولا تحاسبني لأني استمد الشرعية من الدين. ولأن هذا غير ديمقراطي ننادي بالعلمانية. كما يقول الاستاذ أحمد عصيد.
ويموضع عصيد تصوره في سياق ما يعتبره نقدا لجذور السلطة القمعية وغير الديمقراطية، حيث أنه يعتبر أن الانتقال إلى الديمقراطية يستوجب تفكيك الطابوهات لأنها ترسخ الاستبداد.  

مواقع تستنسخ الفايسبوك : كفاءات في غياب الدعم أم أزمة إبداع


مواقع تستنسخ الفايسبوك : كفاءات في غياب الدعم أم أزمة إبداع 


كريم اسكلا
http://isskela.blogspot.com
ظهرت مؤخرا العديد من المواقع  التي تحاول تقليد موقع الشبكة الاجتماعية الفايسبوك، أي مواقع بنفس خدماته وواجهته، ومن بينها مواقع مغربية مثل " فايس بلادي" و" ماروك فايس" و " فايس بروف ". إضافة إلى موقع مصري أطلق عليه "ايجيبت فايس" أي فايس مصر، فسواء من حيث الشكل أومن حيث المضمون يظهر أنها نسخ مقلدة طبق الأصل لموقع فيس بوك الشهير، فلم يحاول مؤسسوها تطوير نسختهم والابداع فيها، فقد اكتفوا فقط بتعديل الاسم واعطائه صبغة محلية أو خاصة، حيث إنها تقدم الخدمات ذاتها كالتواصل مع الأصدقاء ومشاركة الصور، وملفات الصوت والفيديو، وإنشاء مجموعات وغيرها. مع أن موقع " فايس بروف " كان في البداية يقدم واجهة وخدمة مشابهم للفايسبوك إلا أنه حاول مؤخرا تطوير خدماته الاخبارية والتواصلية إلا أنه احتفظ بجزء من اسم الشبكة الاجتماعية.


وقد خلقت هذه المواقع نقاشا طويلا، بين مثمن ومشجع ومنتقد، جهات ترى أنها تعبير عن الكفاءات الكبيرة التي يتوفر عليها مؤسسوها بالرغم من ضعف إمكانياتهم بالمقارنة مع شركة الفايسبوك، خاصة وأن الذي أعلن عن تأسيس "موقع فايس بلادي" صرح بأنه شاب مغربي عمره لا يتجاوز 20 سنة. في حين ترى أطراف أخرى أنها تعبير عن غياب الابداع والابتكار في مجتمعاتنا، وانتشار ثقافة التقليد والاستنساخ. إذ أن اعداد موقع مستنسخ لا يتطلب سوى الحصول على " سكريبت" أو قالبه، حيث توجد العديد من المواقع التي توفر الان سكريبت مشابه للفايسبوك احيانا بالمجان. كما برز جدل حاد حول هذه المواقع يتعلق بمن يقف وراءها، خاصة بعد ظهور شكوك حول ما إذا كانت جهات حكومية استخباراتية هي التي أطلقتها. كما يذهب البعض إلى القول أنها مجرد  محاولة من أحد بعض الأفراد أو المؤسسات المشتغلة في التسويق الالكتروني لاستثمار النجاح الكبير الذي حققه الموقع الذائع الصيت على شبكة الإنترنت. 
لكن الاشكال أن هذه " المواقع البديلة " قد تتعرض للمتابعة القانونية من طرف موقع فيسبوك بتهمة استغلال الحقوق الفكرية للموقع. حيث أن حقوق الملكية مسجلة باسم جوكر بيرج  مبتكر الموقع،  وبموجب ذلك لا يحق لأي جهة ما استغلال كلمة "فايس" أو "بوك " كجزء من أي علامة تجارية، وقد سبق أن دخلت إدارة الموقع في معارك قضائية عديدة في هذا الصدد، وكان آخرها مقاضاة شركة طورت برنامجا للموبايل يحمل اسم فايس كاش. كما خاضت أيضا معركة قضائية أخرى مع موقع  " تيتش بوك" ذو الأهداف التعليمية التربوية، والواضح أن هذا الاخير قد خضع اخير وقام بتعديل اسمه وتعويضه ب " تيتش كوات". حيث بمحاولتك الدخول بالاسم الأول تظهر صفحة تخبرك بأنه قد تم تغيير اسم الموقع.
على العموم، تبقى مثل تلك المبادرات مؤشر على وجود طاقات شبابية عديدة تحتاج إلى الدعم والتوجيه، ومن شأنها أن تبدع وتبتكر متى توفرت لها الوسائل والفرص.

غوغل تصفع الاحتقلال المغربي....؟

مغاربة غاضبون من "غوغل" لأنها استعانت بالوسائد والمخدات احتفالا بعيد استقلالهم



 عبر مجموعة من الشباب الفايسبوكيين عن استغرابهم من ترميز شركة غوغل لاحتفال المغرب بعيد استقلاله بصورة عبارة عن "مخدات " تقليدية، ولقيت الصورة موجة من التعليقات الساخرة والمنتقدة. 

    فقد وضعت شركة غوغل صورة رسم الشعار المبتكر الذي تقدمه بمناسبة ذكرى الاعلان الرسمي عن استقلال المغرب مجموعة من الوسائد الجلدية المغربية التقليدية التي تشكل حروف شعارها، ويظهر العلم المغربي على إحدى هذه الوسائد. 

    فبراير.كوم"  تنقل لكم تعليقات وأراء مجموعة من الشباب النشيطين في الشبكات الاجتماعية". 


    مصطفى بن مومن إعتبر ذلك الشعار إهانة كبرى للمقاومة المغربية، متسائلا ما علاقة المخدات " بإستقلال" المغرب؟ مضيفا أنه كان الأحرى بادارة غوغل أن تضع صورا لرموز المقاومة، مؤكدا على المقاومين الحقيقيين الذين تتناساهم كتب التاريخ الرسمي. 

    عبد الله السدراتي علق على الصورة قائلا: "هناك أكثر من قاسم مشترك بين المخدات والوسائد واستقلال المغرب، أهمها حب المقعد وعشق الكراسي الذي يدفع البعض إلى حد الحمق والجنون " 


    أزاهيم دريس يرى أنها تعبر بصدق عن الثقافة الراسخة في عقلية الانسان المغربي، ببساطة هي ثقافة النوم وما ادراك، عقلية الوسادة والسرير حسب قوله. 


    ومن التعليقات القوية قول أحدهم، "غوغل تصفع الاحتقلال المغربي....كأنها تقول للمغاربة أنتم لا تتقنون سوى الجلوس والإتكاء والنوم" 


    في السياق ذاته يقول سعيد الكرتاح:" أعتقد أن جوجل لا تهتم بعيد الإستقلال، وانهم يعتقدون أنه رغم الاستقلال لا زال الاستعمار الثقافي والسياسي حاضرين في المغرب " 


    في الوقت الذي يرى البعض أن لا إشكال في الصورة ما دمنا في زمن العولمة كما علق سعيد بابا. وأكد اخرون أن الشركة تبحث في شعاراتها عن رموز تتناسب مع حروف اسمها لإبراز الأحداث كوسيلة لتسويق صورتها لا أقل ولا أكثر على حد تعبير هشام الإدريسي. هذا وقد فسر حسن يحيى الصورة بقوله " بعد سنوات الظلم والحروب...بإمكان المغاربة أخذ قسط من الراحة بعد الاستقلال " 

عيد الأضحى: عقدة أوديب أم عقدة إسماعيل


عيد الأضحى: عقدة أوديب أم عقدة إسماعيل
كريم اسكلا


k.isskela@gmail.com
http://isskela.blogspot.com
يعتبر عيد الأضحى أو العيد الكبير كما يعبر عنه المغاربة، أو عيد القربان كما يعبر عنه الايرانيون، مناسبة لتجديد الارتباط بالماضي الانساني، فعبر العيد الكبير يحيي المسلمون مناسبة تجدد تفاصيل رحلة أبدية للنبي ابراهيم / لبطل أسطورة- بلغة الانثروبولوجيا-. حج وأدعية وأضحية... إنها مجموعة من الشعائر الدينية التي تتقاطع مع جملة من الطقوس التي صاحبت الانسان منذ وجوده. فكيف تستمر وتتجدد مجموعة من الأساطير الغابرة من خلال ممارسة ذات أبعاد دينية ثقافية اقتصادية ؟ وإذا كانت جل المجتمعات القديمة تضحي من أجل " قيم ومبادئ انسانية كبرى " كالإيثار والصبر والتضحية من أجل التغيير والتجديد، فإننا نتساءل لماذا وبماذا تضحي المجتمعات المعاصرة ؟ 

القربان عبر التاريخ : لعبة التجلي والتخفي.

تثبت العديد من القرائن الأثرية والتاريخية أن ظاهرة الأضاحي أو القرابين ظاهرة تاريخية عرفتها جل المجتمعات الإنسانية منذ الأزل، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ففي العصر الحجري الأوسط مثلا كان الإنسان يقطع أجزاء معينة من جسمه إنطلاقا من معتقدات خرافية صرفة. لتتحول الأضحية مع بداية العصر الحجري الحديث إلى تقديم تضحية بشرية مختارة ومصطفاة بعناية للتقرب بها في مواسم الخصوبة والحصاد مثلا. 

وكانت احتفالات المايا تتركز على تقديم الأضاحي البشرية لنيل مرضاة الآلهة. وكانت عادة التضحية تمارس فوق الأهرامات الحجرية المشيدة في ساحات الاحتفال، حيث كانت العطايا من المنتجات الزراعية ودم المتعبد الذي يحصل عليه بشق شفتيه أو لسانه أو عضوه التناسلي. أما أسمى درجات التكريم فتكون بتقديم الضحايا البشرية، حيث كانت الأضحية تقتل فوق قمة هرم الاحتفالية بضربة سهام أو بشق صدرها بسكين حاد من حجر الصوان لينتزع القلب فيقدم كقربان.

ولم تتوارى ظاهرة تقديم القرابين مع بروز المدنيات الكبرى، بل اتخذت لها أشكالا وأقنعة مختلفة ومتمايزة... فالبابليون مثلا كانوا يتقربون من الآلهة بتقديم "قربان التكفير" الذي يحل فيه الحمل مكان الإنسان. كما نجد فكرة التضحية قائمة في الميثولوجيا اليونانية كشكل تطهيري عبر التقرب بخنزير أو كلب أو ديك أو الاغتسال في ماء البحر، بل نجد أيضا شكلا من أشكال القربان البشري في أثينا، وفي غيرها من المدن الأيونية وبالذات في عيد ترجيليا. وفي الدين الروماني كان تقديم القرابين يتم بأيدي جماعة الكهنة.

وللتضحية أهمية كبيرة أيضا في الأديان التوحيدية حيث رافقت مفهوم الخلاص،  ففي اليهودية مثلا، حيث غضب الله على الانسان بسبب «الخطيئة الأولى » التي ارتكبها ادم،  لأكله من شجرة المعرفة الإلهية المحرمة. وبسبب ذلك خرج من الجنة. بدأت الكفارة في العهد القديم فتجلت في تقديم الذبائح وإيقاد المحرقات، التي كانت تقدم تكفيراً عن شرور الإنسان وآثامه، سواء من قبل آدم وحواء وقايين (قابيل فى القرآن الكريم) وهابيل أو إبراهيم وإسحق ويعقوب أو أيام موسى... إلى أن نصل إلى خروف الفصح الذي قدمه شعب إسرائيل الخارج من أرض مصر قربانا لتحرره. كما أن عملية الختان تعتبر من طقوس التضحية، واستمر كل ذلك باعتبار أن الله منزه عن مصالحة الخطاة دون كفارة. 

وفي المسيحية، نجد أن كيان هذه الديانة يقوم كله على فكرة الفداء، فهي ليست ديانة تحتوي على فكرة للخلاص، بل هي بالأساس فكرة  خلاصية. والخلاص هنا لا يمكن فهمه إلا من إثم الخطيئة الأولى/ الأزلية. ولا تكون كفارة الروح إلا بفداء السيد المسيح.

وفي الإسلام، تتأسس مجموعة من العبادات والشعائر على مفهوم التضحية والفداء انطلاقا من الزكاة والصوم ثم نحر أضحية الحج، كما أن مجموعة من العادات والتقاليد تعتبر تكثيفا رمزيا لمفهوم القربان كالهبات والعطايا للزوايا والأضرحة والأولياء. إضافة إلى الفداء بالجسد عبر "المجاهدن والفدائيين" الذي يمكن أن نقرأه على أنه قربان بشري.

لماذا وبماذا تضحي مجتمعاتنا اليوم ؟ 

يذهب العديد من الباحثين إلى تفسير ظاهرة القرابين البشرية وفق التفسير الفرويدي وذلك بربطها بظهور الطوطم، حيث وظف فرويد الدلالات الرمزية الأسطورية لتفسير النشأة الأولى للنظام الأخلاقي، إنطلاقا من حيّزين أسطوريين، الأول من خلال أسطورة "قتل الأب وأكله" بطابعها الأنتروبولوجي، وحيز آخر يتمثل في أسطورة أوديب بتجلياتها السيكولوجية. فحسب أسطورة "الوليمة الطوطومية" قرر الأبناء التنازل عن إشباع غرائزهم المتوحشة لصالح النظام الاجتماعي، وقد شكل هذا التنازل - كما يرى فرويد- أساس النظام والعدالة والقانون والقيم الأخلاقية في المجتمعات الإنسانية القديمة، لتشكل بذلك مهد الحضارة ومنطلقها الإنساني، وذلك لأن الحضارة لا تقوم إلا على مبدأ الإيثار ونكران الذات وتنظيم الاشباعات الغريزية. وحسب اسطورة أوديب، جريمة قتل الأب، يتشكل لدى الفرد ( شعور بالذنب بلاذنب)،  فتلك الخطيئة المزدوجة لقتل الأب وإتيان المحرم تقوده إلى أعظم الندم فقأً للعين وتيهاً في الأرض تكفيرا عن الإثم والذنب. ليظهر الطوطم كبديل مقدس عن الأب تعبيراً عن الندم. بالتالي تكون القرابين تقربا إلى الأب المقتول. 

لكن بطبيعة الحال هناك تصورات مخالفة لهذا التفسير منها اعتراضات برونيسلاو مالينوفسكي الذي يرى أن اهتمام البدائي بالطوطم هو وليد حاجة اقتصادية صرفة. فمالينوفسكي يرى أن كل ثقافة حية هي عبارة عن كيان كلي وظيفي متكامل، على اعتبار أن عملية تفسير العنصر الثقافي داخل النسق الكلي، لا تتم إلَّا من خلال الأداء الوظيفي. ومن ثمة يربط مالينوفسكي الثقافة بالاحتياجات الإنسانية -على اعتبار أن هناك علاقة بين احتياجات الإنسان ككائن حي بيولوجي وبين أساليبه في إشباع هذه احتياجات (نسق القرابة - نظام التموين - المأوى - وسائل الحماية - الأنشطة المختلفة - التربية - وسائل حفظ الصحة. من هذا المنطلق قد نعتبر أن عيد الأضحى يأتي لخلق التوازن الاقتصادي " في منظومة الاقتصاد الاسلامي" بين مجتمعين متصارعين مجتمع رعوي ومجتمع زراعي، فبعد عيد الفطر الذي تزدهر فيه تجارة "مجتمع الزراعة" لابد من طقس لتروج فيه تجارة "مجتمع الرعي". 

أما دولوز وكاتاري و رينيه جيرار فيرون في طقس التضحية محاولة لتجنب العنف. ومن المعلوم أن المدرسة الغشتالتية في علم النفس قامت على آراء مشابهة.  فهناك من اعتبر تقديم القرابين للآلهة خطة مُحكمة البناء من اللاشعور الجمعي تقتضي صب فائض العُنف المنتشر في المجموعة على " كبش "، بهذا يكون سلوك التضحية مخرجا لتصريف النزوع البشري  إلى العنف اتجاه الذات والآخر. هكذا تنتقل وظيفة القربان إلى شرعنة للعنف في زمان ومكان وتجاه موضوع محدد. إنه شكل من أشكال التنفيس عن العنف الجوهري في سيكولوجية الإنسان الذي تغذيه غريزة الموت.

كل تلك الممارسات الملطخة بالدم، والتقسيم والتفتيت للحم خروف العيد، تكتنز فرصة لتغذية ليس فقط بطوننا من اللحم ولكن أيضا تغذية رغبات سادية ومازوشية في التمزيق والتقتيل، وإشباعا لرغبة مكبوتة في أكل اللحم النيئ أو المشوي التي لا زالت تشدنا إلى سالف عهد البشرية ما قبل اكتشاف النار، وكأنها نزعة كانيبالية أو كارنيفورية مخففة.  

وحسب الفكر الاسلامي يعتبر عيد الاضحى شعيرة دينية يستعيد بها المسلمون مسار نبوات الدين التوحيدي، فالمقصد من هذا الفداء ليس الخلاص أو التكفير عن خطيئة ما. بل هي مناسبة لتكثيف رمزي لقصة النبي ابراهيم مع ابنه اسماعيل / أو اسحاق  حين رأى أنه أمر بذبح ابنه، نشير هنا إلى اسماعيل واسحاق معا لأن هناك خلافا بين العلماء حول المعني بالذبح من أبناء ابراهيم. ما يهمنا في هذا المقام أن القصة من جهة تبرز جانب الخضوع المطلق لأوامر الله والأب، ومن جهة أخرى جانب المكافأة مكافأة الأب بالبشارة وبكبش ومكافأة الابن بتحقيق النبوة.  وقد طرح الباحث تركي علي الربيعو سؤالا جريئا في كتابه " الإسلام وملحمة الخلق والأسطورة " حيث" قال: « لماذا كُتِب على الإنسان أن يضحي بأحد أولاده إرضاءً لآلهته المتعطشة للدم واللحم البشري؟ »  ليجيب على سؤاله بخلاصة موجز: « قدرية لامعقولة.. الاستسلام والخضوع والنكوص على الذات ». 
هذا التفسير للعيد الكبير يواري وظيفته الاقتصادية، باعتباره يعزز "قيم اقتصاد تضامني" بحيث يتم صرف فائض القطيع، ويكرس "الاحسان " إلى الفقراء والمساكين. وترويج تجارة لن تبور عبر السياحة الدينية / الحج إلى البيت الحرام.

يعتبر العيد الكبير أيضا مساحة لتغذية رغبة دفية في " قتل الأبناء "، فعكس "القصة الأوديبية"، حيث يقتل الابن ـأباه، نجد ففي الثقافة العربية الإسلامية الأب هو الذي يقتل الابن أو يضحي به على الوجه الأصح  كما يتبين من تحليل القصة الإبراهيمية، لماذا لم يحاول الأب تأويل الرؤيا بفك  وتحليل معانيها الرمزية والبحث عن تأويل الأحاديث واكتفى بمنطوقها الصريح؟  في الثقافة العربية الإسلامية عوض أن يحول الأبناء "الأب" إلى" وليمة طوطومية" كما الشأن بالنسبة للمجتمعات الغربية وما يستضمره ذلك من قطائع ابستيمولوجية قام بها الغرب مع الأب الماضي/ الوصايا/الباطريك/... إختارت مجتمعاتنا أن تؤسس بمخيالها وليمة معاكسة من "المشوي والنيئ " من لحم أبنائها وما يستضمره ذلك من كبح لجماح الأبناء/الأتباع/المريدين/ الرعايا...

إن حضور رغبة " قتل الأبناء " في طقوس العيد الكبير قد يفسر لنا ذلك الارتباط العاطفي بين الأطفال وأضحية العيد... هنا قد نفهم ذلك الشعور الذي يتوالد على مدى أيام يتفاعل فيها الأطفال مع كبش أو ماعز أو ثور... وكأنه رفض لا شعوري للذبح...لقد توقفنا عند مجموعة من القبائل التي يصل فيها تماهي الأبناء مع الأضحية/الكبش إلى مستويات عالية، كيف لا يتعاطف الأطفال الصغار إذن مع "كبش" كان من الممكن أن يكونوا هم مكانه...فأنقدهم من تأويل غير مكتمل لرؤيا ربانية. ففي مجموعة من المناطق بالمغرب وكما عايشنا في بعض قبائل دادس بالجنوب الشرقي المغربي مثلا، لاحظنا كيف كانت/ ولازالت بعض العائلات تعمد إلى تكحيل عيني الأضحية ووضع" المسواك- أوراق شجرة الجوز" والملح في شدقيها، وتخضيبها بالحناء، كما تعمد إلى القيام بالشيء نفسه لأبنائها من كلا الجنسين (الكحل والحناء والرش بالملح ) . وفي هذا استحضار لرموز ثقافية من الموروث الديني الذي يتحدث عن " كبش أملح، أعين، أقرن، عليه عهن أحمر". فأملح في اللغة يتأرجح بين التزيين ووضع الملح وسواد الرأس...والأعين هو الذي عظم سواد عينه واتسع. بهذا قد تكون تلك الطقوس المصاحبة للنحر من تكحيل وتخضيب الكبش/ والابن ما هي إلا محاكاة لنموذج الكبش الذي افتدي به اسماعيل/ اسحاق. 

عوض أن تستلهم مجتمعاتنا قيم الايثار والعطاء والتجديد والتغيير من طقوس القربان، باعتبار أن التضحية بالجسد والدم خطوة لتجديد الدماء وبناء نظم جديدة، وعوض أن تحل وتفكك "العقدة الأوديبية" بتسام يصنع حضارة، تتشكل فيها " عقدة اسماعيلية " أو "اسحاقية "، تلك العقدة التي تجعل الأب ينزع إلى وضع أبنائه تحث "جلبابه" أو "مديته" باعتباره صاحب تجربة/ رؤيا. كأن المجتمعات الحالية لم تتذكر من "ملحمة " ابراهيم واسماعيل سوى فعل الذبح والنحر.

لقد استطاعت هذه "العقدة الإسماعيلية' أن تتسرب إلى كل أشكال الحياة، على المستوى السياسي لتتكرس منظومة التبعية المطلقة "للأب" الروحي للايديولوجية أو الحزب أو الدولة، أو على المستوى الفكري والثقافي...ليتحول المثقف إلى مريد يكرر أقوال شيخ زاويته. فيتحول الفرد بذلك إلى "مخصي"، فكيف له أن يكون "أوديبيا". 

نضحي " باسماعيل/اسحاق " ونكافئ  " إبراهيم " الذي أراد نحره ! إن مجتمعاتنا تضحي بأبنائها وتقتلهم لتنعم بقطع من اللحم النيئ والمشوي والمطبوخ، تضحي بهم  برميهم في الزنازن والمعتقلات أو بالدفع بهم للانتحار على شواطئ الهجرة أو الموت البطيء بالمخدرات والمنشطات أو بتعليم أعلن إفلاسه أو بمعارك جانبية يقاتل خلالها الأخ أخاه فلا ينتبها لغطرسة "الأب"...تقتلهم بالرمي بهم إلى المنافي المغضوب عليها فإن لم تقتلهم لعنة الطبيعة قتلهم الاحساس "بالحكرة" والإهانة. تضحي بهم...لتنعم باستقرار " نيئ " وهش ومزيف تقطر منه دماء مذابح سابقة، تضحي بهم لتنعم بوعود تنمية "مشوية ومطبوخة " على جمر ورماد شهداء الحرية والعدالة والكرامة. تضحي بأبنائها لمقاومة الاستعمار أو لإسقاط ديكتاتورية أو لتحسين شروط الاستبداد، وفي اخر المطاف يجلس "الأب" مع "المستعمر" "والخائن" و "الفاسد" على مائدة وليمة "مشوي وقديد " من لحم هؤلاء الحمقى من المناضلين والمقاومين الحقيقيين، وليمة مزينة بحلويات "دساتير وديمقراطية وانتخابات" لذة للمشاهدين، ويتجرعون " كؤوسا مترعة " من عرق الكادحين والعمال والفلاحين والمستحمرين الذين يفدون الوطن بكل شيء ولا يفديهم "الوطن" بأي شيء. فما الفائدة إذن من ذبح الأكباش مادمنا نضحي بالأبناء فعليا ورمزيا كل حين؟
سلام على كل "اسماعيل واسحاق " في العالمين.

كفايات الوفا أونهاية علوم التربية



كريم اسكلا
k.isskela@gmail.com
"نتي آش كاديري هنا، راه أنت خاصك غير الراجل" تلك كانت الجملة التي جاءت على لسان وزير التربية والتعليم، محمد الوفا مخاطبا تلميذة لا يتجاوز عمرها 12 سنة، عندما كان في زيارة لإحدى المؤسسات التعليمية بمراكش. وذلك حسب ما نقلت العديد من وسائل الاعلام.
كان من الممكن أن يمر ذلك الحدث "الجلل" بشربة ماء  لو كان بطله أي شخص غير المسؤول الأول عن التربية والتعليم، أو أي شخص لا علاقة له بأبسط مبادئ علم النفس ومبادئ التربية والقيم وأخلاق الكلام والخطاب...كان من الممكن أن يكون الأمر بسيطا لو حدث في زمن غير الزمان ومكان غير المكان... لكن والأمر غير ذلك، فيتطلب منا وقفة ووقوفا يليق بمقام وجلل قدر بطله.
ما يجعل الحدث جللا هو أنه صدر من "رجل" يفترض أنه مؤتمن على قطاع هام ومهم هو قطاع التربية. فهو حدث يعلن نهاية نظريات علم النفس التربوي ونهاية البيداغوجيا بل نهاية علوم التربية كلها ونهاية القيم...فالجملة التي نطق بها السيد الوزير بوعي أو بغير وعي قد تعتبر جريمة ( أو جرائم) بكل المقاييس – ولنا أن نستوضح الأمر من رجال القانون - .

أولا- تحريض صريح على الهدر المدرسي، "أنت آش كاديري هنا " يعني – ماذا تفعلين هنا – فالوزير هنا يريد أن يقول لهذه الطفلة أن مكانها ليس القسم بل الشارع أو أي مكان اخر. فبالموازاة مع ما تعلنه الدولة رسميا من سياسات وبرامج وميزانيات لمحاربة الهذر المدرسي وتمدرس الفتاة...هاهو المسؤول الأول عن القطاع وعن تلك المخططات ينسف كل ذلك بصريخ العبارة، وهذا يتطلب متابعة أيضا بتهمة تبديد المال العام، إذ كيف تصرف كل تلك الملايين بداعي تشجيع تمدرس الفتاة تم يأتي الوزير لينصح الفتيات بمغادرة مقاعد الدراسة "والبحث عن الزوج" ؟ وهذا يعتبر أيضا تشجيعا وشرعنة لزواج القاصرين الذي يعتبر جريمة في كل المجتمعات المتحضرة !! 
ثانيا- تحريض صريح على الفساد، " راه أنت خاصك غير الراجل" فحسب منطوق الوزير المفروض في هذه الطفلة أن تبحث عن "راجل" وليس عن العلم...فكيف ستحصل هذه الطفلة على "رجل" ؟ هل ستبحث عنه ؟ وكيف ؟ اذا لابد أن تستعرض "مؤهلاتها" التي لن تكون بطبيعة الحال أكاديمية ... بما أن الوزير نصحها بترك المدرسة، ولنا أن نتخيل نفسية هذه الطفلة بعد هذا الحادث، وما سيتشكل بمخيالها حول معنى هذا "الرجل" الذي ينقصها ويجب أن تبحث عنه.
ثالثا- تحرش جنسي مبطن، وكأن الوزير يستعرض "رجولته" على التلاميذ. بما أنه "الرجل" الذي يستطيع أن يفعل ويقول أي شيء دون أن يحاسبه أي أحد. فأن تقول لفتاة  "تحتاجين إلى رجل" يستبطن أنك تعرض عليها " خدماتك ".
رابعا- ممارسة عنف عاطفي نفسي لفظي (إهانة وشتم وسخرية وإذلال وإزدراء...) وما قد يترتب عن ذلك من مشاكل نفسية ناتجة عن التجريح، كتبخيس النفس والميل لإلقاء اللوم على الذات والإحساس بالنقص والدونية، وممارسة سلوكيات هدامة تجاه النفس والآخرين، والخجل المتكرر واكتساب العجز والسلوك السلبي المفرط والانطواء والاكتئاب ...
خامسا- ممارسة التمييز السلبي المبني على النوع وشكل الجسد...فمن جهة بنى الوزير قوله انطلاقا من تصوره حول المرآة كجسد وأداة جنسية لا تصلح سوى للجنس، تم ماذا كان يدور بخلد السيد الوزير وجعله ينبس بتلك العبارة ؟؟ ماذا لو كان مدرسا لهذه الفتاة وأمثالها ؟
ومن جهة أخرى بنى قوله، أيضا، إنطلاقا من تمثله حول التلميذ المغربي الذي يفترض فيه - حسب سيادته -  أن يتصف بالهزال والضمور، ولنا في شريط حواره مع مجموعة من المفتشين والمدرسين بوجدة (المدير وصاحبتو) خير دليل، حينما تحدت معاليه عن الجوع و"الهيمري" كما عايش في الهند، وكأنه يريد  أن يقول أنه ما دام حالنا لم يصل بعد إلى حالة الفقر في شوارع وأزقة بومباي فعلينا أن نقول "العام زين"، لذا نصح مخاطبته باحتجاز المتعلمين داخل قاعات الدرس دون الاكتراث بمعاناتهم.    
سادسا- اكساب الأطفال عادات سيئة، حيث أن مجموعة من التلاميذ شاهدوا الحادث...والأكيد أن منهم من سيحاول تقليد الوزير"القدوة" بأن يستفز زميلاته في الدراسة بخطابات مستلهمة من السيد الوزير، من قبيل "التلميذ وصاحبتو" أو " نتي خاصك الراجل". فأطفالنا سيجدون النموذج الناجح في المجتمع اليوم هو الشعوبي المهرج، فلا يحتاج المرء ليتسلق ويصبح من " قشدة المجتمع" لا دبلومات ولا كفايات ولا لغات ولا أي مؤهلات ...إذ يكفيه تملك مهارات التملق وتقبيل الأيادي ورصيد في التنكيت و التمكن من التواصل باللغة السوقية.
يبدو أن الاصلاح الذي يقترحه الوزير ينبني على البحث عن مخارج جديدة لمنظومة التربية والتعليم بالمغرب غير المخرجات المتعارف عليها لدى جل الأمم، ولربما التوجيه نحو مهن ستحدث لها مسالك بالمؤسسات التعليمية كمسلك ماسحي الاحذية والنشالين والمتسولين والمهرجين... ولمعاليه البحث عن منظرين لصياغة البرامج والمناهج المناسبة غير هؤلاء "الخبراء الذين يخطبون عليه خطبهم". ولحل مشكل الاكتظاظ ونقص المدارس والمدرسين ربما يسن سنة تشجيع الزواج المبكر...ليكون مكان الأطفال الأصغر  سنا هو أحضان أمهاتهم... ومكان القاصرين هو بيت الزوجية ...وزير التعليم العالي سيتكفل بتحويل الجامعات إلى مخافر وثكنات عسكرية...وتفرخ "وزارة التشغيل" المزيد من المواخير والمراقص والبورديلات لتشغيل أفواج المتخرجين من "مدارس الوفا". وهكذا سنبني بلدا "ماعند أوباما باباه بحالو" – يعني لم يصل خيال الكوميديا السوداء الهوليودية إلى تخيله -، إنه فيلم رعب لمصاصي دماء يكشرون عن أنياب تريد أن تمتص ما تبقى في الشعب من حياة. 
هذا رأينا ...ولمعاليكم واسع النظر.

قصيدة: في الأفق عيد جديد


كل حين تعود يا "عيد"
الظلم في وطننا عنيد
والقهر القديم في حينا جديد
يا "كبش" نحن لك عبيد
فقلوب أولياء نقمتنا حجر وحديد
الشعب كله أضحية
فكل حين يذبح أبنائنا عربيد
أوطاننا كل يوم "عيد"
كل حين تعود يا "عيد"
...
الأن 
في الأفق عيد جديد
....
كريم اسكلا
يوم 25 أكتوبر2012

خطير: صورة الرويسي المعتقل السياسي المغربي لمأساويتها اعتقد الفلسطينيون أنها لأسير في المعتقلات الاسرائيلية

تقرير خاص وحصري
صورة الرويسي المعتقل السياسي المغربي
 لمأساويتها اعتقد الفلسطينيون أنها لأسير في المعتقلات الاسرائيلية 
نشرت مواقع فلسطينية صورة للمعتقل السياسي المغربي السابق عز الدين الرويسي، والذي خاض رهن تجربة اعتقاله اضرابا عن الطعام دام 120 يوما، مرفقة اياها بالتعليق التالي: "الاسير البطل المضرب عن الطعام في السجون الأسرائلية عز الدين الرويسي سحقاً للظلم، سحقاً للسكوت، سحقاً للبشرية كلها !!!!!!اللهم نجيهم وثبت اقدامهم ..أستحلفكم بلله العظيم الضغط على كلمة ( المشاركة )لا تخجــل من الصورة وشارك الأسرى في دعمهم وشكرا "
الصورة المنشورة بالصفحة الفلسطينية حصلت على ما يفوق 1400 معجب، وقرابة 8000 مشترك قام بمشاركتها مع اصدقائه  رابط الصفحة 





اليكم صورة المعتقل المغربي السابق عبد العزيز الرويسي قبل وبعد تجربة الاعتقال والاضراب عن الطعام. وهي نفس الصورة التي تم نسبها لقضية الاسرى الفلسطينين.


    الصورة تناقلتها الكثير من المدونات والمواقع الالكترونية، كما أن جريدة المصري اليوم ايضا قامت بنشر الصورة مع تعليق ينسبها لاسير فلسطيني-  الرابط
ننشر هذا الخبر ونحن على بعد أشهر من الجدل الاعلامي الذي أثير في المغرب حول صورة لطفل من حي الكوشة بمدينة تازة وهو يبكي ويستجدي شخص ما، تداولتها بعض وسائل الإعلام الخاصة والمقربة من السلطة  وقالت أنها مفبركة وأنها لطفل فلسطيني من مدينة غزة يستجدي القوات الإسرائيلية التي اعتقلت والده. ليتأكد بعد ذلك بالصوت والصورة أن الصورة فعلا لطفل من حي الكوشة بتازة كما أتبثت مجموعة من مواقع الانترنت. وكأن الجهات الرسمية تعترف ضمنيا أن مثل تلك الاحداث لا تقع إلا في مناطق الحروب.
لكن الأكثر غرابة هو أن يعمد مناضلوا القضية الفلسطينية إلى صورة معتقل مغربي للترويج لقضيتهم. وكأنهم يرون أن الصورة تعبر عن تعذيب يشبه ما يحدث للاسرى الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية.
 صورة " طفل غزة"


جديد: مقالاتي في كتاب الكتروني للتصفح - اضغط وسط الاطار -

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

 
-