مدونة الهوامش المنسية : رصد و حوارات و تساؤلات...من أجل تكريس الحرية و الكرامة و ثقافة الاختلاف لقد تم تغيير اسم المدونة ليصبح " الهوامش المنسية " و سيتم تخصيص صفحة للابداع الشعري تحت اسم " هوس الكلمات ".... كما تمت اضافة مقالات جديدة في ساحة الحوار ...... ..... حركة 20 فبراير : دعوة متجددة للاحتجاج الاجتماعي السلمي ..... ممتن و شاكر لزيارتكم .... للتفاعل و التواصل k.isskela@gmail.com

عبد الستار رجب: الكل نزل إلى الشارع والكل أخد نصيبه من هروات البوليس



معاناة زمن الحرية لا تقل عن معاناة زمن الاستبداد

حوار مع الدكتور عبد الستار رجب
حاوره كريم اسكلا
تتمة الحوار
السجن السياسي هو أعدل الأشياء قسمة بين التونسيين
الكل نزل إلى الشارع والكل أخد نصيبه من هروات البوليس
اسكلا: مثلا في مواجهة الحديد والنار كما وصفت، ألم تكن العائلة كابحا لطموحات الشباب المندفع؟
رجب: أولا أنا أريد أن أنسب المسألة على نحو يمكننا من قراءة ما وقع بتونس بنوع من الموضوعية، فأن نحصر كل ما وقع في الشباب هذا ليس دقيقا، وهذا لا يبغض الشباب حقهم، صحيح أن الشباب حضروا في اللحظة التي أثمرت الثورة... لكن الذي وقع بتونس هو نتيجة مراكمة نضالات عشرات من السنين في مرحلة ما بعد الدولة الوطنية الحديثة أي بعد الاستقلال. فكل القوى التونسية على اختلف أطيافها وميولاتها الاديولوجية والسياسية، ومنذ أواسط الستينات ومنذ الاستقلال حقيقة، ساهمت بمراكمة نضالات قوى متعددة. هناك اليوسفيين وهناك اليسار وهناك القوميين وهناك الاسلاميين... كل الشعب التونسي ساهم. لعلي أستطيع القول ان أعدل الأشياء قسمة بين التونسين هي السجن السياسي. وهذا ما  شكل ضمنيا الوعي السياسي لدى الشباب. والذي كان يظهر لدى البعض على أنه نوع من " اللا مبالاة" ...لكن " لامبالاة " كانت تخفي قوة وإرادة هائلة تفاجأ بها الشباب أنفسهم. فعندما ينزل الشباب وغيره ... بين قوسين ليس الشباب وحده الذي نزل إلى الشارع...حيث نزل الأستاذ ونزل العامل والعاطل والشيخ الكبير والمراة والفتاة ...الكل نزل إلى الشارع والكل أخد نصيبه من هروات البوليس ومن الغاز المسيل للدموع ومن الدماء التي سالت ومن الرصاص والإكراه والقهر والأذى ... كل ذلك شكل الوعي  الذي جعل الشباب  يحضر في الدفعة الأخيرة لإزالة هذا الصنم من الورق. اسهام الشباب أيضا بنوع لافت من خلال الشبكات الاجتماعية الفايسبوك أساسا، وكان نوعا من الحضور المتتالي بالمعنى الهندسي بالربط بين النت و الحضور بالميدان، إذا استطعنا أن نصطلح على هذه الجدلية بالفرنسية مقولة "de la connexion à l’action  "  حيث كان الشاب يناضل ويشتغل مثلا من خلال التهيئة للتحركات الميدانية التي ستقع بالغد عبر الشبكات الاجتماعية، فكان نوع من الاعتماد المتبادل بين النضال على الشبكة الافتراضية و الحضور في الميدان.


اسكلا: إلى أي حد يمكن أن نصف ما وقع ويقع في تونس بأنه ثورة؟
رجب: إنّ ما وقع في تونس ثورة حقيقية. وهذا إقرار بواقع ترتب عنه تغيير نوعي ودخول في تأسيس ثان للنظام السياسي في البلاد. لقد كانت الاحتجاجات في مبدئها ذات أبعاد اجتماعية ثمّ تحولت إلى سياسية. وانطلقت من مثلث التوتر في شكل انتفاضة، وبما وقع في صفاقس يوم 12 جانفي 2011 من مظاهرة حاشدة أعطت موجة الاحتجاجات زخما له دلالة هامة من ناحية أنّ هذه الولاية هي عاصمة اقتصادية للبلاد. لقد فاجأت الثورة التونسية كل الجهات الداخلية والخارجية ولعل هذه المفاجأة هي التي أربكت إدراك معنى الثورة في ما حدث في تونس. إضافة إلى انها راوغت كل المضامين الاصطلاحية لمفهوم "الثورة" ونعتبر أنّ الثورة في تونس بخصائصها تفتح الباب لمراجعات مفاهيمية أساسية في مقولة الثورة. 

...يتبع

0 التعليقات:


جديد: مقالاتي في كتاب الكتروني للتصفح - اضغط وسط الاطار -

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

 
-