#طحن_مو

ربما علينا أن ندرك أن "النطحة" تكون أقوى كلما ابتعد "الكبش" إلى الوراء وكلما طال الوقت، أو بتعبير اخر "الفتنة" كلما ظلت نائمة كلما أمست جيفة نثنة وتناسلت البكتيريات والفطريات حولها وتحولت إلى ورم سرطاني يذهب بالجسد كله، ثم من قال لنا أن تلك "الفتنة" نائمة أصلا، ألا يمكن أن يكون جوهرها هو أن توهمنا أنها نائمة في حين أن هويتها اصلا في ظهورها بمظهر النائمة في حين أنها تعمل فعلها في غفلة منا، تماما كالنهر "السكوتي" ، بل لو تأملنا معنى النوم سندرك أن النوم لا يعنى غياب النشاط، ف "النائم" يكون رغم نومه في حالة نشاط فيسيلوجي وبيلوجي وعصبي ونفسي .. فهذه "الفتنة" التي نعتقدها نائمة هي في الحقيقة نشيطة تعمل عملها، ولا يمكن ن نصيبها في مقتل إلا بإيقاظها ثم هل هناك أصلا "فتنة" أشد من "الإهانة" ، فالنائم هم "نحن المهانون" ، بالتالي فهذا يتطلب "نطحة" عاجلة توقظ "الكرامة" النائمة فينا. وبينما كنت اتفكر في احتماليات "النطحة" تأتينا أخبار "طحنة" أخرى من بين "الطحنات" الكثيرة واليومية التي ألفناها حتى ما عادة تستفز أعصابنا ومشاعرنا، هذه المرة "طحنة" في حاوية أزبال، ربما لأننا أصبحنا "جنائزيين" لا يثيرنا الظلم إلا عندما تسيل الدماء والأرواح بطريقة مأساوية. مصادفة "طحنة فكري" لهذا المقال حول "النطحة" تجعلنا نخلص أنها ربما رسالة كي نختار إما استعجال "نطحة الكبش" أو نترقب "طحننا" جميعا في حاوية.