الانتخابات بالمغرب: هل ستنجح ديمقراطية الواجهة في كبح المد الاحتجاجي ؟
كريم اسكلا
25 نونبر 2011


وكيفما كان الحزب الفائز في الانتخابات، فيبقى الرهان بالنسبة للنظام المغربي هو مدى شرعية الانتخابات ذاتها، قبل أن نرى نتائجها، بحيث من المرجح أن تكون نسبة المشاركة ضعيفة جدا، و بالرغم من تلاعب الدولة بالأرقام بحيث أشارت إلى أن عدد المواطنين المسجلين هو حوالي 13 مليون مواطن في حين أن الإحصائيات تقول أن عدد المواطنين الذين يحق لهم المشاركة ( أي الذين يبلغون من العمر أكثر من 18 سنة ) هو حوالي 25 مليون. بهذا المعنى حتى ولو شارك كل هؤلاء الذين تقول وزارة الداخلية أنهم مسجلين فإن نسبة المشاركة عندئذ لن تتجاوز 51%. هذا يعني انه إن صرحت الدولة بأن نسبة المشاركة بلغت حوالي 40 % فهذا يعني أن النسبة الحقيقية في حدود .19%
إن النسق السياسي المغربي عبارة عن لوبيات إدارية واقتصادية وساسية ذات امتدادات أخطبوطية في المجتمع، تعتبر أي تغيير لفائدة البلد تهديدا خطيرا لمصالحها، بالتالي قد يكون من المستحيل إحداث تحولات حقيقية دون إعادة النظر في مجمل النسق المجمعي و السياسي بشكل عام، ما دامت العديد من المؤشرات تدل على اشتداد عوامل مقاومة التغيير، مثل التضييق على حريات التعبير( سجن الصحفي نيني مثلا، سجن مغني الراب الحاقد..).، الاعتقالات و الاغتيالات ( أكثر من 1200 حالة اعتقال و استنطاق، و11حالة اغتيال، واستمرار البروتوكولات المخزنية، تزكية الجمع بين السلطة و المال دون مراقبة، و الجمع بين السلط والمسؤوليات دون محاسبة....
يبقى الأفق حابلا باشتداد وطيس حرب ارادة التغيير وجيوب المقاومة، الطرف الأول ستترسخ شرعيته مع استمرار تردي الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و الحقوقية، و تزايد الحس التحرري و الثوري مع ارتفاع نسبة الشباب... واستشعار نسائم الحرية و الديمقراطية من دول تقطف ثمار ثوراتها ...والطرف الثاني سيعزز أسلحته بالتعاضد مع لوبيات الاقتصاد العالمي ( صندوق النقد و البنك الدولي ...) وشركات البترودولار خاصة بعد التفكير في تشكيل نادي الملكيات و ذلك لإنجاح تجربة المغرب و تقديمها كنموذج لإمكانية التغيير من داخل و بواسطة المؤسسات القائمة.