لم يتمكن التعديل الدستوري من الحد من احتجاجات الشارع المغربي، بل وحتى قبل الاستفتاء عليه تزايد زخم الاحتجاج، وتجددت في العديد من المدن و القرى المغربية موجات الاحتجاج للمطالبة بإسقاط الفساد و الاستبداد و مقاطعة الاستفتاء على الدستور و بعده مقاطعة الانتخابات، و في عز الحملة الانتخابية للأحزاب المشاركة خرجت مسيرات وصفت بالأضخم منذ20 فبراير ، ليجد النظام المغربي القائم نفسه أمام خيارات صعبة، إما الاستجابة لمطالب الشارع بدون شروط و لا تحفظات، أو اللعب بما تبقى له من أوراق المناورة و تأجيل الغضب الشعبي و محاولة إرضاء المواطنين ببعض الإصلاحات الجزئية. و ذلك إما بالاستمرار في نفس سياسته الحالية بتقديم بطانته و حاشيته الحالية ضمن مجموعة الثمانية، أو بالاتكال على رموز الكتلة التاريخية و بعض التكنوقراط، و في أكثر السيناريوهات مكرا يمكن الدفع بالإسلاميين إلى السلطة معززين ببعض اليمينين و اليساريين المعتدلين كشكل من أشكال حكومة وحدة وطنية وسطية.
وقد أشرت في مقال سابق تحت عنوان: تعديل الدستور .. و ماذا بعد ؟ إلى " أن النظام المغربي اتجه إلى محاولة التحكم في سقف الخيار الثوري، عملا بمبدأ أنه إن كان لابد من ثورة فلنعمل على ألا تكون ثورة جذرية. لكن الخوف كل الخوف هو أن يقع الانقلاب حتى على هذا المستوى من الإصلاح بعد الاستفتاء على الدستور، و ذلك باستغلال إلهاء الشعب بمكسب التعديل الدستوري. لذا يجب الانتباه إلى عدم السقوط في الفخ الذي وقعنا فيه بعد جلاء الاستعمار، أن نفرح بمكسب منقوص و ننسى استكمال التحرر. لذا لا يجب أن ينسينا التعديل الدستوري استكمال أجندة التغيير. و إذا كانت الثورة يصنعها مغامر ويرثها انتهازي، فلا يجب أن يصنع الشعب إصلاحا و يلتف حوله مفسدون يحرمونه حتى من ذلك الإصلاح." فهل يكون الاسلام السياسي هو من سيقطف ثمار هذا الإصلاح غير المكتمل ؟






"Le petit journaliste"

Posted in: 