مدونة الهوامش المنسية : رصد و حوارات و تساؤلات...من أجل تكريس الحرية و الكرامة و ثقافة الاختلاف لقد تم تغيير اسم المدونة ليصبح " الهوامش المنسية " و سيتم تخصيص صفحة للابداع الشعري تحت اسم " هوس الكلمات ".... كما تمت اضافة مقالات جديدة في ساحة الحوار ...... ..... حركة 20 فبراير : دعوة متجددة للاحتجاج الاجتماعي السلمي ..... ممتن و شاكر لزيارتكم .... للتفاعل و التواصل k.isskela@gmail.com

المغرب في مفترق طرق : الكرامة أو البترودولار



المغرب في مفترق طرق : الكرامة أو البترودولار
كريم اسكلا
لحظة بلحظة تتسارع أمامنا العديد من الأحداث التي تزكي فكرة أن العالم بصدد المرور بلحظة تاريخية فارقة، فزمن ما بعد الثورة التونسية لن يكون كزمن ما قبلها بالمطلق، سواء سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا، و آخر هذه الأحداث و في خطوة مفاجئة أعلن مجلس التعاون الخليجي عن البدء في دراسة انضمام كل من الأردن والمغرب إلى التحالف الخليجي.
إذا كان بالإمكان تفهم الطلب الأردني في هذا الصدد، فبالنسبة للمغرب فقد أعرب العديد من المتتبعين عن توجسهم من هذه الخطوة ليس فقط بالنظر إلى البعد الجغرافي، و إنما أيضا بالنظر إلى الاختلافات السياسية بين أنظمة الحكم في الخليج و النظام السياسي المغربي على الأقل من الناحية الشكلية و المؤسساتية. فالمغرب على علاته يبقى متقدما من الناحية الحقوقية والمؤسساتية، خاصة في فسح المجال لبعض الفرقاء السياسيين لدخول اللعبة السياسية  في حين أن جل الدول الخليجية دول أوتقراطية.  إضافة إلى الاختلافات على المستوى الثقافي بين مجتمعات خليجية جد محافظة على الأقل حسب ما هو معلن، و مجتمع مغربي يؤمن بقدسية الاختلاف وسمو المواثيق الدولية. و على المستوى السسوسيواقتصادي بين مجتمعات تعيش على البترول، ومجتمع أغلبيته كادحة تقاوم بالسواعد لتوفير الحد الأدنى لشروط العيش.
لكن في المقابل هناك من يرى أن انضمام المغرب إلى مجلس دول التعاون سيمكن تلك الدول من الاستفادة من تجربته في تدبير الاختلافات و الصراعات السياسية، و كذا الحكامة الأمنية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية و الإرهاب، باعتبار أن شمس الخليج ربما ستشرق من المغرب. لكن للمرء أن يخشى من أن تطفئ براميل البترول الخليجي فتيل شمعة التغيير المغربي.
نتساءل في سياق الحراك الدولي الحالي و في سياق الحراك المغربي الداخلي، ماذا سيستفيد المغرب بانضمامه إلى نادي الملكيات ؟ و ماذا ستستفيد دول الخليج من انضمام المغرب إليها خاصة في هذا الوقت بالذات ؟ لمن ستكون الغلبة هل للمقاربة الأمنية كما نهجتها دول الخليج في تعاملها مع الحالة البحرينية أم لمقاربة المنح و العطايا كما فعل النظام السعودي بمنح جملة من الهبات للمواطنين أم للمقاربة المغربية القائمة على فتح هامش للتشارك في السلطة ؟
ما نعرفه عن العلاقة بين المغرب و دول الخليج هو مجموعة من فضائح أمراء البترودولار الذين يجدون بالمغرب فسحة لتفريغ مكبوتاتهم الجنسية ... والمفاخرة بتبدير الأموال في المراقص و الكازينوهات ... بعيدا عن رقابة لجان الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الموجود في بلادهم.
ما نعرفه أيضا، هو نظرة الخليجين التحقيرية 'البعض على الأقل' للعمال  المغاربيين بصفة خاصة. و المعاملة السيئة للخادمات، و كذا شبكات اصطياد الفتيات و تجارة الرقيق الأبيض ...
ما نعرف أيضا، هو الحملات الإعلامية لنشر الفكر الوهابي لضرب الفكر الصوفي ومضايقة الفكر التقدمي...
ما نعرفه أيضا أن تلك الدول العائمة على بحار البترول لم تكلف نفسها عناء التفكير في امتصاص بطالة شباب شمال إفريقيا و فضلت العمالة الأسيوية، و لم تكلف نفسها عناء التفكير في محاولة سد حاجيات الدول المغاربية غير النفطية من الطاقة في إطار التكامل و التضامن الاقتصادي ...
للفرد أن يتوجس من هذه المبادرة ذات الخلفية السياسية أكثر منها اقتصادية، فقد تكون هذه الخطوة مجرد محاولة لكبح  الخط التصاعدي لمسار الإصلاحات المعلن عنها في المغرب، لتفادي نجاحها بالتالي انتقال عدواها إلى دول ملكية أخرى. فنجاح تجربة المغرب في الانتقال السلمي من ملكية مطلقة إلى ملكية برلمانية... سيشكل محفزا للشعوب الخليجية للمطالبة بتعديلات سياسية مماثلة.
بعد تصاعد صوت حركة 20 فبراير و مطالب التغيير بالمغرب و بعد خطاب 9 مارس، بادرت مجموعة من الدول و الهيئات إلى مدح تجاوب السلطة مع المطالب الاجتماعية للشعب. و من هذه المؤسسات نجد البنك الدولي و زيارة مديره العام للمغرب، و كذا المبادرة الأخيرة لدول الخليج، لنتساءل ألن يؤدي مجلس التعاون الخليجي و البنك الدولي الآن نفس ذلك الدور الذي قامت به الحماية الفرنسية حين تدخلت فرنسا في المغرب لحماية النظام السياسي وحماية مصالحها ؟ فالحل الذي تقدمه هاتين الجهتين لا يمكن أن يكون سوى إغراق المغرب بالديون واقتصاد الريع المبني على البترودولار لإسكات حناجر الكادحين و الفقراء.
لا نعتقد أن هؤلاء الذين يخرجون للاحتجاج للمطالبة بإسقاط  رموز الفساد والاستبداد، سيقبلون ببرميل بترول خليجي مقابل مصادرة حريتهم و كرامتهم. كما لا أعتقد أن المغاربة الذين يناضلون منذ زمن من أجل دولة مدنية حداثية سيقبلون بالارتماء تحت وصاية فكر ديني محنط مقابل نعيم اقتصادي موعود.
الواضح أن بعض الأنظمة لم تفهم بعد أن مطالب الشعوب الثائرة في تونس و مصر مثلا أو تلك التي تخرج في دول أخرى الآن ليس الزيادة في الأجور أو بعض المنح و الهبات ... بل مطلبها الأساس هو الحرية و الكرامة... و حين تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية  فليس عن طريق ديون البنك الدولي أو براميل بترول دول الخليج وإنما عن طريق إعادة التوزيع العادل للثروات.
كريم اسكلا

انتفاضات: و تحققت نبوءة المهدي المنجرة


انتفاضات : و تحققت نبوءة المهدي المنجرة

كريم اسكلا
19/05/2011
k.isskela@gmail.com 


منذ نحو 20 سنة تنبأ عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة بثورة الشعوب من أجل كرامتها و حريتها، ففي خضم تحليله للسيناريوهات المحتملة في مجتمعات العالم الثالث، يرى أن هناك ثلاثة احتمالات :

1) مشهد الاستقرار

2) مشهد الإصلاح

3) مشهد التغيير

و حسب توقعاته فإن وقوع المشهدين الأولين أصبح غير ممكن بالنظر إلى درجة التردي التي وصلت إليها الأنظمة العربية و الإسلامية، و السؤال الذي يطرحه هو كيف ستتم عملية التغيير بأقل الخسائر و الضحايا.(كتاب انتفاضات في زمن الذلقراطية ص49)  و من منطلق أن استمرار نمط الاستقرار مستحيل عمليا و مناقض للقوانين الطبيعية و الكونية ف "الاستقرار في البيولوجيا هو الموت. فالدول تتغير و تتحرك، و لكن الانتفاضة بداية نهاية لنسق بأكمله ..." نفس المرجع ص130

سنة 2000 أصدر ذ.المهدي المنجرة كتابا بعنوان " انتفاضات في زمن الذلقراطية " أشار فيه إلى أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية مجرد حلقة أولى في سلسلة من الانتفاضات القادمة التي ستعم كل المجتمعات العالم ثالثية، ضد الظلم و الإهانة. حيث يقول : "من أين أتت انتفاضة الحجارة ؟ لم تأت قطعا من الوزارات و لا من القصور و لا من المكاتب الرسمية و لا من الحكومات و لا من النخب. إنها أتت ضدها جميعا، ضد الأنظمة و الحكومات العربية التي انفصلت انفصالا تاما عن هموم الجماهير و الشعوب." ( نفس المرجع ص137 ) فالانتفاضات بهذا المعنى ستكون شعبية صرفة بعيدة عن التأطير التقليدي و عن الأحزاب و النخب ... "فالانتفاضة الأولى كانت هي الجهاد الأصغر. و هذه الانتفاضة ستأتي منها انتفاضات بنفس الروح لمحاربة انعدام العدل الاجتماعي و الظلم و الفقر... و سنرى تدريجيا انتفاضات أخرى في بقية العالم العربي و الإسلامي... " ص 148

بالنسبة للمهدي المنجرة ستكون تلك الانتفاضات من أجل الكرامة و الحرية تستهدف التغيير الشمولي و الجدري، من هنا فالانتفاضات القادمة لن تكون ردة فعل بقدر ما ستتحول إلى فعل يتغيأ التغيير و ينشد الديمقراطية. حيث يؤكد على أن " التغيير شيء شمولي فانه لا يأتي بصيغة متجزئة، قد تكون الجزئية في التطبيق، لكنه منظومي مرتبط بعناصر عدة، أي التغيير ككل... فعين السلطة هي الشعب، و بما أن الشعب عين السلطة، آمنت دوما بضرورة وجود مجلس تأسيسي و أن يحرر الدستور من قبل جماعة كفأة هاجسها الشعب. دون هذا الأساس لن نملك أية مصداقية، و سنحيى شرعية مشوبة بالعيوب..."(نفس المرجع ص 216 )

و يؤكد ذ.المنجرة على أنه "لا يمكن للخطأ أن يطال الانتفاضة ( فبالأحرى الانتفاضات ) من أمامها أو من خلفها. فهي لم تأت من فراغ و لا من عدم، لم تأت من انقلاب و لا من تآمر. هي أتت من صيرورة تاريخية لا آنية فيها و لا ارتجال. هي أتت من اختمار ماض مر و مترد، من حاضر ملؤه اليأس و من أمل في المستقبل يتغيأ البديل الجذري لا الترقيع المجحف أو الحلول الوسطية المهادنة." 8

نود أن نذكر القارئ أن هذه الأفكار وردت في كتابات و محاضرات ذ.المنجرة منذ عشرات السنوات ، وتبلورت بشكل مباشر في كتابه "انتفاضات" – سنة 2000 فعلى ظهر الكتاب سطر المفكر ذ.المنجرة خلاصة تصوره لمستقبل مجتمعات العالم الثالث بقوله: " الذلقراطية عنصر تركيبة خماسية تضم الجهقراطية و الفقرقراطية و و المخزنقراطية ( بالنسبة لحالتنا بالمغرب ) هي التي أفرزت مجتمعة التخلفقراطية و انتفاضة أطفال فلسطين، و ستفرز شبيهات لها بكل الدول العربية التي جعلت من الخماسية إياها منظومة فكرها و نظام حكم لشعوبها."

كريم اسكلا

http://isskela.blogspot.com/




جديد: مقالاتي في كتاب الكتروني للتصفح - اضغط وسط الاطار -

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

الهوامش المنسية في كتاب ورقي

 
-